Author

الرقص على مصائب المسلمين في جزيرة الحقد

|
كنا نتابع الأحداث وقلوبنا تعتصر ألما وحزنا على مصاب المسلمين أجمعين، وألسنتنا رطبة بذكر الله والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة في وقت كانت فيه قناة الجزيرة ترقص طربا على أحزان المسلمين بأسلوب لا يقبله من يخاف الله ولا يقره من حفظ مبادئ الإعلام الحر النزيه. رحم الله موتى حجاج بيته الكريم وأسكنهم فسيح جناته، ورزقهم مرتبة الشهداء، فإن كان موتهم قد أحزننا وأحزن أهليهم وأراق دماء قلوبنا قبل أدمعنا، فلعل ميتتهم في ذلك المكان الطاهر وهم في نسكهم قد أفرحتهم وأقرت أعينهم بفضل الله ورحمته، فلا حول ولا قوة إلا بالله و"إنا لله وإنا إليه راجعون". كنا نتابع الأحداث وقلوبنا تعتصر ألما وحزنا على مصاب المسلمين أجمعين، وألسنتنا رطبة بذكر الله والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة في وقت كانت فيه قناة الجزيرة ترقص طربا على أحزان المسلمين بأسلوب لا يقبله من يخاف الله ولا يقره من حفظ مبادئ الإعلام الحر النزيه. مكالمات هاتفية مجهولة المصدر يتقاطر منها السم الزعاف ويظهر فيها حقد محطة الجزيرة ومقدميها قبل بعض شواذ المتصلين. توجيه غريب لمحادثات المتصلين للوصول بها إلى حيث تريد "الجزيرة" لا حيث توجد الحقيقة. يحاولون عابثين أن يستندوا إلى أكاذيب الرواة المرتبة، ويتركون المصادر الرسمية أو حتى النقل من القنوات الأخرى المحايدة. ألم تدع "الجزيرة" زورا وبهتانا أن انهيار المبنى القريب من الحرم كان سببه ارتطام طائرة مروحية به دون أن تقدم دليلا واحدا يثبت صدق روايتها غير قولهم "ذكر شهود عيان" ولعلهم كانوا قابعين داخل أسوار "الجزيرة" في قطر؟ يمكن للمتلقي أن يتنبأ بحديث المتصل قبل أن يسترسل في حديثه فقط عندما يتم تعريفه من قبل مذيع المحطة، فعلى سبيل المثال عندما قدم مذيع النقل المباشر أحد المتصلين على أنه مصري من البعثة القطرية للحج علمت سلفا ماذا سيقول. وإذا به يكيل الاتهامات التي لا يقبلها عقل للسعودية ولقوات الأمن. وكذلك عندما تحدث أحد الحجاج البحرينيين، ومن لهجته يعرف أنه من معتنقي المذهب الشيعي تنبأت بمضمون رسالته المعدة سلفا. لم يترك الأخ البحريني بقية لمستدرك في النقد والتجريح، ولعل ما استوقفني كثيرا هو نقده للمرور، وهو يعني مرور السير، الذي قال إنه متوقف تماما، على الرغم من أن منطقة منى لا يسمح للسيارات بدخول معظم أجزائها، ويمنع دخول السيارات تماما في منطقة الجمرات، ونستثني من ذلك سيارات الإسعاف والدفاع المدني، ما يعني أن الأخ البحريني لم يتقن الدرس جيدا، خصوصا أن الكارثة وقعت في منطقة الجمرات. أسقط في يدي قناة الجزيرة عندما تحدث لها أحد الإخوة السودانيين الشرفاء، ويشهد الله أنني قلت إلى أخي الذي يشاهد معي شهادات المتصلين أن المذيع لن يروق له ما سيسمعه من المتصل وربما أنهى محادثته. وقد صدق حدسي، فقد أقسم الأخ السوداني بما رأى وقدم شهادته تحت قسم الله أن ما حدث كان نتاجا لتصرفات بعض الحجاج الخاطئة الذين آذوا أنفسهم وتسببوا في سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، ثم أشاد برجال الأمن ووقفتهم البطولية التي قللت من حجم المشكلة. لم يرق للمقدم ما سمع فمهمته تتلخص في تحميل السلطات السعودية مسؤولية كل شيء، لذا أنهى الاتصال على عجل. هذه عينات من احتفالية قناة الجزيرة بمأساة أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض أخرجت بأيادي متصهينة ونفذت بأصوات مسلمة، فإلى الله المشتكى، ولكن الحق أقوى وأبقى، لذا لم يكن مستغربا أن نستمع لصوت الحق يخرج من الإخوة والأخوات الذين لم يبيعوا دينهم بدنياهم. مواطنة سودانية شريفة تحدثت بلسان صدق عما حدث، وذكرت أنها كانت تنظر لما يحدث وهي في موقع مرتفع من جبل في منى، وذكرت شهادتها وملخصها أن بعض الحجاج هم من تسببوا في هذه الكارثة وأن رجال الأمن وحددتهم بأنهم "لابسي القمصان الأورنج" أي لابسي القمصان البرتقالية، هم الذين حالوا، بأمر الله، من تفاقم الكارثة عندما عزلوا الحجاج عن المنطقة المنكوبة. لم يمهلها المقدم لمواصلة حديثها فقد دخل معها في تحقيق جانبي محاولا نقض شهادتها التي راقبت الله فيها قبل البشر. إحدى الأخوات المصريات نطقت بالحق، الذي تحاول الجزيرة إخفاءه، عندما قالت "ربنا يوفق رجال الأمن، ربنا يوفق الملك عبد الله ويجزيه خير الجزاء"، ثم قالت "هل تريد من رجال الأمن أن يمسكوا كل حاج بيده حتى يرمي الحصاة". بعد أن بدأت اتصالات الشرفاء في التتابع أوقفت القناة البث وأكملت الأخبار، حيث اعتبرت ذلك خروجا عن النص. لم يكن هدف قناة الجزيرة نقل الحدث بأسلوب مهني بقدر ما كان هدفهم تحميل الحكومة السعودية تبعات هذه الكارثة، دون أن يراعوا الله في الضحايا وأهاليهم، أو أن يحفظوا للدين الإسلامي حرمته، يثبت ذلك حرصهم على رصد المحادثات المشبوهة، التي تمتلئ بالحقد الدفين وبالكذب، فإن تسربت من خلالها اتصالات الشرفاء قبلت على مضض باختزال مشين أو بتشكيك سافر. كنت أرغب في أن استشهد بآيات الله والأحاديث الشريفة الناهية عن التجني والكذب والتشفي بمصائب المسلمين لولا أنني تذكرت أن نسبة كبيرة من طاقم قناة الجزيرة، إدارة وإنتاجا وتقديما، يسيطر عليه اليهود والمسيحيين فتراجعت، ثم تذكرت وجود بعض المؤمنين الأخيار فقررت أن أختم بقول الله عز وجل "إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (ق 18) صدق الله العظيم. ** [email protected]
إنشرها