النية تتبع العلم
النية تتبع العلم فمن علم ما يريد فعله فلا بد أن ينويه ضرورة, كمن قدم بين يديه طعاما ليأكله فإذا علم أنه يريد الأكل فلا بد أن ينويه وكذلك الركوب وغيرها, قال شيخ الإسلام ابن تيمية "واتفق العلماء على أنه لا يسوغ الجهر بالنية ولا للإمام ولا للمأموم ولا المنفرد ولا يستحب تكريرها وإنما النزاع بينهم في التكلم بها سرا هل يستحب أو يكره" أ. هـ.
وليعلم أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ومن تكلم بما يريد فعله أيقصد من تلفظه إخبار ربه فقد قال الله الباري سبحانه: "قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض والله بكل شيء عليم", أم يقصد زيادة تقوى وإيمان فيقال له: لو كان خيرا لسبقنا إليه خير البرية وأزكى البشرية, صلى الله عليه وسلم, ولدلنا على ما أرشدنا له كيف لا وهو يتعلق بالعبادات التي تتكرر في اليوم والليلة وبأركان الإسلام ومبانيه العظام, فليسعنا ما وسعهم ونحن مأمورون بالاتباع لا بالابتداع ويقول, صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" لذا فإن التعبد لله بالنطق بالنية بدعة ينهى عنها, ولك أن تتصور حال من يعتقد التلفظ بالنية وما يعتريه من وساوس وشكوك ومشقة وحرج وما يتحمله من آثار ومشاق لهذا قال بعض العلماء: الوسوسة إنما تحصل للعبد من جهل بالشرع أو خبل في العقل.
أسأل الله الكريم بمنه وكرمه أن يفقهنا في دينه ويرزقنا التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم, والسلام عليكم.