"تخصصي جدة" يحتضر!
مَن يصدق أن مستشفى جدة التخصصي يحتضر .. وأن موظفيه لم يتقاضوا رواتب الشهرين الماضيين .. وربما لن يتقاضوا لشهور أخرى .. وهذا المستشفى الذي خدم ويخدم سكان مدينة جدة وما حولها وفيه من التخصصات ما لا يتوافر في المستشفيات الأخرى دخل غرفة الإنعاش ويكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ويغلق أبوابه .. وليس مهما الآن الأسباب التي أدت إلى تدهور المستشفى اقتصاديا .. ولكن من أهم هذه الأسباب وزارة الصحة، فالمستشفى منذ زمن طويل يعالج من تحوله وزارة الصحة إليه في أخطر وأهم التخصصات الطبية .. ثم عندما يأتي وقت الحساب ودفع الفواتير تدير وزارة الصحة ظهرها وترفض الدفع .. علما بأن الوزارة مدينة للمستشفى بملايين الريالات .. ولا أدري لماذا هذا الموقف من وزارة الصحة ولمصلحة مَن؟
إن "جدة التخصصي" علم من أعلام الطب والعلاج والخدمة الممتازة في بلادنا العزيزة وطالما تغنينا وتفاخرنا بهذا الصرح الطبي العظيم ثم تتدهور أحوال المستشفى المالية ويدخل في دور الاحتضار .. ثم لا يلتفت مسؤول واحد ليسأل عن أخباره ويرى ما يمكن عمله ليستعيد المستشفى عافيته ويعاود دوره في خدمة أكبر مناطق المملكة ازدحاما بالسكان.
لقد تم إدراج خطة في ميزانية وزارة الصحة لإنشاء 24 مستشفى في مختلف أنحاء المملكة، فلماذا لا يكون "تخصصي جدة" ضمن هذه المستشفيات وهو يعمل منذ سنوات .. وسيظل يعمل لسنوات طويلة مقبلة .. إننا بهذا نضمن للمستشفى استقرارا ماليا يحقق للعاملين فيه والمترددين عليه اطمئنانا على الاستمرار والتقدم والتطور.
إننا نرفع هذه السطور وهذا الموقف إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي فاض الخير على يديه وتحسنت الأحوال المالية للوطن في عهده المبشر، راجين أن يوجه المسؤولين في وزارة الصحة لدفع ما عليها للمستشفى ليستمر في أداء دوره في علاج المواطنين .. أو دمج المستشفى في ميزانية الوزارة حتى لا يتعرض لهزات أخرى .. ونحن نعرف ونثق أن خادم الحرمين الشريفين يعمل لصالح الوطن وصالح المواطنين .. وفي إنقاذه "جدة التخصصي" مصلحة للوطن والمواطنين معا .. وفقه الله ورعاه.