قمة الثمانية

يكتسب لقاء الأهلي بالاتحاد في دوري الثمانية الكثير من الإثارة والترقب من جمهور الفريقين بصفة خاصة والجماهير السعودية بصفة عامة، فالاتحاد العائد من بطولة أندية العالم بمستويات فنية كبيرة أشاد بها مسؤولون عالميون وإعلام محايد سيلتقي بالنادي الأهلي في توقيت قد يعتبره الأهلاويون غير مناسب, فهم للتو بدأوا في ترميم أوراقهم الإدارية والفنية وبحاجة إلى بعض الوقت ليستعيدوا عافيتهم الفنية ليظهروا كمنافسيين للنادي المنديالي، هذه هي المعطيات التي قد يرصدها المراقبون الفنيون للفريقين.
ولكن ما نراه أن الاتحاد بالكاد تجاوز نادي الرياض ثالث دوري الدرجة الأولى، ليس بسبب ضعف الأداء الفني لنادي الاتحاد وتطوره في نادي الرياض ولكن تلعب العوامل النفسية دورا كبيرا في التأثير في عطاء الفريقين، فلاعبو الرياض الذين لم يستطيعوا أن يقارعوا أندية الدرجة الأولى وتخلفوا عن الصدارة، استطاعوا بالحوافز النفسية من أن يرتقوا من مستواهم الفني ليظهروا كأفراد أولا ثم كمجموعة أفضل من لاعبي الاتحاد العالميين. إن هذا العامل العاطفي التنافسي هو السلاح الأكبر الذي يؤثر في أداء اللاعبين السعوديين بصفة عامة، ومتى ما وجه هذا العامل بطريقه صحيحة فإن تأثيره يفوق تباين القدرات الفنية وخطة المدرب والدعم الجماهيري.
لذلك من المتوقع أن تكون مباراة الأهلي والاتحاد غاية في الروعة والتنافس الايجابي لوجود محفزات نفسية وعاطفية ستؤثر كثيرا في أداء اللاعبين، ففي حين يبحث لاعبو الاتحاد عن تأكيد جدارتهم العالمية وأن المستويات التي تحققت في مونديال الأندية ستجعلهم يسيطرون على اللقاء, يبحث الأهلاويون عن تأكيد أنهم الأفضل وبإمكانهم تغييب نتائج ومستويات الاتحاد بإقصائه من كأس ولي العهد.
أما الجوانب الفنية الحقيقية التي تحكم لقاء الفريقين فتوضح أن هناك تقاربا كبيرا في مستوى الفريقين وفي مختلف خطوط الفريقين مع أفضلية بسيطة في الحراسة والهجوم للاتحاد، والتفوق التكتيكي يصب حتما في صالح لاعبي الاتحاد الذين سيستفيدون من رغبة لاعبي الأهلي في التسجيل في مرماهم، وتقدم لاعبي الأهلي سيحرر لاعبي الاتحاد من الرقابة ويمنحهم المساحات المطلوبة للهجمات المنسقة والسريعة كما أبدعوا أمام ساو باولو البرازيلي. ويردانسكو الذي سيقود الاتحاد في هذا اللقاء المثير بإمكانه تجاوز الأهلي إذا ما ركز عملياته على العمق الدفاعي الأهلاوي البطيء في التحرك وغير القادر على توقع الكرات التي تصل للمهاجمين بصورة صحيحة. وإذا ما أراد الأهلاويون تحقيق الفوز فإن على موسكو أن يقدر هجوم الاتحاد حق قدره وألا يترك مساحات بين لاعبي الوسط والدفاع ويركز جهوده على الهجمات المرتدة إلى جواد أقدار الذي يمتاز بالسرعة والقادر على تجاوز مدافعي الاتحاد بسهوله متى ما وجد مساحات للانطلاق.
أرى أن اللقاء على غير العادة سيشهد أهدافا متوالية وقتالية كبيرة على الكرة وأحداثا مثيرة أتمنى أن يشاهدها باكيتا بتمعن ليتفهم نفسية اللاعب السعودي التي تفوق في أدائها المعايير الفنية.

كاتب رياضي

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي