الهلال .. وبناء الفرق بمواصفات عالمية
تلقيت دعوة كريمة من الإدارة المشرفة على الفريق الأولمبي في نادي الهلال عن طريق الأخ الزميل عبد العزيز الخالد، لإلقاء محاضرة على الفريق الأولمبي، ضمن الدورة الأكاديمية التي ينظمها النادي والتي تحدث لأول مرة على مستوى الأندية. وكانت المحاضرة بعنوان "علاقة اللاعب بالحكم" وقد وجدت تفاعلا طيبا من اللاعبين ومدى حرص كل لاعب على أن تكون هناك علاقات طيبة مع الحكام. وفي الحقيقة فإن ذلك يعتبر إيجابيا من أجل نجاح المباريات لأن اللاعب والحكم هما أهم عنصرين في نجاح المباراة وتعاونهما داخل الملعب حتما سيسهم في نجاح المباريات. ولو نظرنا مثلا إلى أسباب تفوق المباريات الدولية التي يشرف عليها "فيفا" أو بطولات أوروبا لوجدنا أن منها الاحترام المتبادل بين اللاعب والحكم، حيث إن كلا له واجبات يقوم بها داخل الملعب دون المساس بواجبات الآخر مع وجود التقدير والاحترام، فالحكم يطبق القانون بعدالة تامة ويقوم بالمحافظة على سلامة اللاعب وتكون ألفاظه ولغته متزنة ومحترمة مع اللاعب، واللاعب يتقبل قرارات الحكم مهما كانت سواء خاطئة أو صائبة، ويبادل الحكم التقدير والاحترام، وبالتالي تظهر المباريات بشكل فني راق بعيدا عما نشاهده في البطولات العربية سواء الخارجية أو المحلية منها التي تصل إلى ذروة التناحر أحيانا بين الحكام واللاعبين، مما يضطر الحكام إلى استخدام بطاقاته الملونة، وبالتالي تشوه صورة المباراة.
والحقيقة أن العلاقة بين الحكام واللاعبين يجب أن تبدأ من خارج الملعب من خلال المناسبات الاجتماعية والحي والمدرسة وتتواصل داخل الملعب بدءا من غرف اللاعبين ويمتد ذلك إلى بداية المباراة باحترام متبادل ثم داخل الملعب باحترام قوانين اللعبة من اللاعبين ومراعاة شعور اللاعبين من الحكام بعد إهانتهم في تطبيق القانون، ثم يستمر ذلك إلى نهاية المباراة بتبادل التحية بين الجانبين، ومتى ما حدث ذلك فإننا خلال سنوات قليلة مقبلة سنشاهد مباريات لا تقل روعة وجمالا عن المنافسات الدولية والأوروبية، لأن الاحترام المتبادل والعلاقة الطيبة بين الحكام واللاعبين سيجعلان كلا منهم يتفرغ لأداء واجباته دون مساس بواجبات الآخر.
ولا بد من الإشارة إلى خطوة إدارة الهلال لأنها الخطوة الأولى لبناء فريق محترف بمواصفات أوروبية عالمية، لأن اللاعب يجب أن تكون ثقافته أكبر من الجري خلف الكرة، لأن الثقافة العامة ستجعله أكثر بروزا وتألقا، والأمل أن تحذو بقية الأندية حذو الهلال، خاصة مع اللاعبين الصغار كالناشئين والشباب ومن في سنهم، لأنهم هم القاعدة الأساسية لكرة القدم ومتى ما نشأ جيل كروي مثقف بالعلم والمعرفة في جميع المجالات فإنه سيحمل لواء الكرة السعودية داخليا وخارجيا، وكما يقال خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة. وعلى طريق المحبة نلتقي دائما، بإذن الله.
محطات عاجلة
ـ كما كان متوقعا ظهر مهرجان اعتزال يوسف الثنيان رائعا وزاد من روعته الوجود الجماهيري الذي ملأ مدرجات استاد الملك فهد الدولي، فشكرا لكل من ساهم في نجاحه، وعلى رأسهم الأمير عبد الله بن مساعد واللجنة المنظمة.
ـ جاءت دورة صقل الحكم ودورة المراقبين المصاحبة لها جيدة وناجحة وذلك بوجود المحاضر الدولي جون بيكر، لكن توقيت إقامتها وطول مدتها إحدى سلبياتها.
ـ أحد الزملاء دائما يهاجم برنامج "صافرة" ويتهمه بأنه يدافع عن قرارات الحكام، وأن ذلك أحد أسباب فشل التحكيم في المملكة، وللزميل نقول إن البرنامج دائما يوضح الأخطاء وذكر سبب الخطأ وأسلوب معالجته لا يعتبر تبريرا كما يقول. وللمعلومية فإن آراء البرنامج دائما متوافقة مع آراء الزملاء الآخرين في القنوات الأخرى.
ـ لا بد من معاقبة من يسعى لتشويه وجه الرياضة من جماهير ومسؤولين بعيدا عن المهدئات التي تصدر بين الفينة والأخرى حتى لا ينفجر الوضع فجأة ومن ثم يصعب السيطرة عليه.
خاتمة
يقول المولى سبحانه "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" الآية 70 و71 من سورة الأحزاب.
حكم دولي سابق