((مردسها)) المرداس!!
لا أحب الخوض كثيراً في أمور التحكيم ودهاليزها الشائكة، لكفاية الخائضين من جهة، ولإشباع الموضوع من جهة أخرى. لكن ما حدث في مباراة المتصدر ووصيفه أمس الأول أمر لا يمكن السكوت عليه، فلقد كثرت أخطاء التحكيم بقيادة ممدوح المرداسي لدرجة أن أحسسنا بثمة مباراة أخرى بين ممدوح وطيف لا نراه، لكن نحسه ردود أفعال تتباين بتباين القرار.
كانت الأمور تسير بشكل طبيعي وعادي إلى أن سجل الهلال هدفه الأول، ليبدأ ممدوح يناوش لاعبي الهلال بقرارات استفزازية. لقد تكررت لقطات عدة تشهد بذلك. فلقد وزع البطاقات بكرم (مرداسي) على لاعبي الهلال، لدرجة تخوفهم من الاحتكاكات العادية. فياسر إلياس، على سبيل المثال، كاد يفقد أعصابه نتيجة تعمد الحكم الاتجاه إليه في كل شاردة وواردة. ثمة لقطة في الشوط الأول لكرة بين ياسر ولاعب شبابي، استخلصها الأول بكل مهارة، ليفاجأ باحتساب ممدوح لخطأ عليه. وبعدها بلحظات، اشتراك بين ياسر ولاعب شبابي تخرج الكرة على أثره ضربة مرمى هلالية، إلا أن ممدوح اتجه إلى ياسر وعنفه بتوجيه استفزازي لم يستجب له ياسر وإلا لطرد في الحال. وفي نهاية الشوط الأول، بدأت الشكوك تتضح. فهذا عمر الغامدي ينفرد بالمرمى ويتعرض لإعاقة واضحة تستلزم ضربة جزاء هلالية لا غبار عليها، إلا أن المرداس ومعاونه لم يحركا ساكنا.
ومع بداية الشوط الثاني، بدأت حال المرداس تنكشف أكثر وأكثر. فأي احتكاك للاعب هلالي مع زميل له شبابي يحتسب لصالح الثاني، الأمر الذي بدأ يؤثر في لاعبي الهلال سلباً. فلقد أحسوا بأن الحكم يريد تكتيفهم، بل حتى الشباب لم يسلم من غفلة الحكم. فخالد عزيز يلمس الكرة بيده بكل وضوح ولا ينتبه الحكم لذلك، إلا بعد تنبيه مساعده له. تعادل الشباب بعد ضغط على المرمى الهلالي وتخوف واضح من لاعبيه. حاول الهلاليون تنظيم صفوفهم مرة أخرى لإحراز التقدم. وتباينت قرارات حكم الساحة ممدوح ومساعده في كرة احتسبها الأول ضربة مرمى للشباب رغم بعده عن موقع الالتحام، واحتسبها الثاني ضربة ركنية للهلال لقربه. ثم جاءت الطامة بإلغاء هدف هلالي صريح وواضح دون أي التحام بين الجمعان ومدافع الشباب، والإعادة البطيئة توضح ذلك. مرت دقائق المباراة في جو مشحون كدنا نخسر فيه أرجل لاعبين سيمثلوننا في ألمانيا. وأخذ المرداس ينذر هذا ويطرد ذاك في (هرج) تحكيمي معيب. بل حتى نواف خرج عن المألوف وحاول أن يثأر لنفسه في لقطة نستغربها جميعاً، حتى لو لمس البعض له العذر في تحرش روجيرو له في تلك الكرة أمام صمت مطبق من حكم المباراة.
إن أخطاء كالتي ارتكبها ممدوح المرداسي تجعلنا نتخوف من إسناد مباريات نهائية لحكم سعودي. فإذا كانت نزالات الحسم التي لا ترتقي بأي إلى المباريات النهائية من حيث الأهمية والحساسية تشهد كبوات تحكيمية كالتي شهدناها في هذه المباراة ، فكيف نسند مباريات نهائية مشحونة ومكهربة إلى حكم سعودي. لقد تدخل ممدوح وبكل وضوح في نتيجة المباراة، هذا ليس اتهاما له بتبييت النية لمصلحة هذا الفريق أو ضد ذاك، حاشاه ذاك، لكن أقل ما يمكن أن يوصف به، هو أنه ما كان مؤهلاً لقيادة مباراة تحدد الأول والثاني.
مشكلة تحكيمنا أنه كلما تقدم خطوة، عاد ألفا، وكلما تطور مستوى هذا، انتكس مستوى ذاك وأثر بالتالي في الصورة العامة للتحكيم السعودي. لا نتحامل على أحد، ولا نحابي أحداً، لكن الحقيقة التي نراها علينا نقلها كما هي ما لم يظهر لنا خلافها. لقد شهدنا كبوة في نزال لو تفاعل اللاعبون مع قرارات الحكم لخرجنا بكارثة، لكن حمداً لله على عقلية لاعبي الفريقين التي فاقت كثيراً طريقة تعامل الحكم مع أحداث المباراة.
نوافذ
ـ أخشى ما أخشاه على باكيتا أن تحوله بعض الأقلام إلى (عمر أبو راس) في كل قرار يتخذه!
ـ عبد الله الجمعان قادم بقوة!
ـ موفدو الصحف في طوكيو تغيرت توجهاتهم وآراؤهم مع مرور الوقت!
ـ مشكلة نواف الأزلية أنه لا يعرف كيف يتفادى الإصابة!
ـ سجل عمر الغامدي هدفاً لا يسجله إلا الكبار .. أجزم أننا سنرى الزئبق أخضر!
ـ حاول معلق المباراة أن يغطي أخطاء الحكم وعاد بنا إلى الوراء كثيراً بمقولة (هو أبخص)!
ـ ذهب خميس، فجاء عمر وعزيز .. إنه معين لا ينضب!