المرأة العربية في تقرير التنمية البشرية

نواصل في هذه الحلقة النقاش الذي بدأناه الأسبوع الماضي بخصوص أداء الدول العربية في تقرير التنمية البشرية لعام 2005 الصادر من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يركز مقال اليوم على تفاوت أداء الإناث في الوطن العربي مقارنة بمثيلاتهن في الدول الأخرى.
الجدير ذكره حصلت قطر على المرتبة الأولى بين الدول العربية وذلك بحلولها في المركز رقم 40 على مستوى العالم من بين 177 دولة شملها التقرير. في المقابل حلت موريتانيا في المرتبة الأخيرة بين الدول العربية والمركز رقم 152 دوليا.

الدخل والتعليم والعمر
يشار إلى أن غالية الدول العربية لم توفر إحصاءات متكاملة عن الإناث بخصوص الدخل والتعليم والعمر وهي مجتمعة المتغيرات الثلاثة لمؤشر التنمية البشرية. على كل حال واستنادا إلى المعلومات المتوافرة فإن الأنثى في الكويت تحصل على أعلى دخل بين الدول العربية (8448 دولارا في السنة). وتأتي بعدها الأنثى في البحرين (7685 دولارا) ثم الأنثى في السعودية (4440 دولارا). أما أقل دخل فهو من نصيب الأنثى في اليمن حيث يبلغ 413 دولارا في السنة ليس أكثر. عالميا تحصل الأنثى في لكسمبورج على أعلى دخل في العالم حيث يقف عند (34890 دولارا في السنة). بمعنى آخر, فإن دخل الأنثى في الكويت (التي بدورها تحصل على أعلى نسبة دخل في الوطن العربي) يساوي أقل من ربع ما تحصل عليه الأنثى في لكسمبورج.
بيد أن هناك جانبا حيويا في التقرير يتعلق بنسبة دخل الإناث إلى الذكور. يلاحظ أن أفضل النتائج من نصيب الإناث في كل من موريتانيا وجزر القمر والمغرب حيث حصلن على 56 و55 و40 في المائة على التوالي من نصيب دخل الذكور. أما عالميا فإن أفضل النتائج من نصيب الإناث في السويد حيث يستحوذن على 90 في المائة من دخل الرجل. يبقى أن من الأمور المثيرة حصول الإناث على دخل أقل من الرجل في كل دول العالم بلا استثناء.
بخصوص التعليم فإن أعلى نسبة من نصيب الإناث في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث تزيد على 87 في المائة. كما أن نسبة التعليم منتشرة في أوساط الإناث في كل من الأردن ولبنان (نحو 85 في المائة و81 في المائة على التوالي). بالمقابل تعاني اليمن تدني انتشار التعليم في أوساط الإناث حيث يقف عند 29 في المائة فقط. عالميا تؤكد إحصاءات تقرير التنمية البشرية لعام 2005 عن نجاح أكثر من 20 دولة في العالم في القضاء على ظاهرة الأمية في أوساط الإناث بشكل كامل.
وفيما يخص متغير العمر فكما هو الحال في الغالبية العظمى من دول العالم فإن متوسط العمر للإناث في الدول العربية أفضل منه مقارنة بالذكور. وتؤكد الإحصاءات أن أفضل متوسط للعمر من نصيب الإناث في الإمارات حيث يقف في حدود 81 سنة ثم الكويت في حدود 80 سنة, وبعد ذلك ليبيا أكثر من 76 سنة. أما أدنى متوسط للعمر ففي جيبوتي 54 سنة. عالميا تحتل اليابان المرتبة الأولى حيث يبلغ متوسط عمر الأنثى أكثر من 85 سنة.

نصيب الإناث من الوظائف العليا والحرفية
إضافة إلى ذلك هناك تفاوت في مدى استحواذ الإناث على الوظائف العليا في البلاد وتحديدا المشرعون "الإناث", المسؤولون الكبار, المديرون. يمزج هذا المعيار بين الوظائف العليا للإناث في القطاعين العام والخاص. وكما هو الحال مع المؤشرات الأخرى لم توفر غالبية الدول العربية الإحصاءات المتعلقة بمدى حصول الإناث على هذه الوظائف الحيوية. لكن استنادا إلى المعلومات المتوافرة فإن الإناث في السعودية يستحوذن على 31 في المائة من الوظائف المصنفة في هذا المعيار أي الأعلى بين مثيلاتهن في الدول العربية وتليها شقيقاتها في كل من فلسطين (12 في المائة) والبحرين (10 في المائة). أما أدنى نسبة فهي من نصيب الإناث في اليمن (4 في المائة). عالميا فإن أفضل النتائج من نصيب الإناث في الفلبين حيث يستحوذن على 58 في المائة من الوظائف المصنفة ضمن هذا المتغير.
أيضا يلاحظ وجود تفاوت في معيار الوظائف الحرفية والفنية. تكشف الأرقام المتوافرة أن أفضل النتائج من نصيب الإناث في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث يستحوذن على 34 في المائة من الوظائف الحرفية والفنية. وتأتي الإناث في مصر والإمارات في المرتبتين الثانية والثالثة عربيا حيث يسيطرن على 31 في المائة و25 في المائة على التوالي على الوظائف الحرفية والفنية. أما أدنى نسبة فهي من نصيب الإناث في السعودية (6 في المائة). عالميا فإن أفضل النتائج من نصيب الإناث في بربادوس في أمريكا الوسطى إذ يسيطرن على 71 في المائة من الوظائف المصنفة ضمن هذا المتغير.
ختاما الواضح أن هناك تفاوتا في أداء الإناث في الوطن العربي مقارنة بمثيلاتهن في العالم الغربي. بشكل عام تميل الإحصاءات لصالح الإناث في الدول الغربية. المؤكد أن جهودا مضنية مطلوبة حتى تتمكن المرأة العربية من تحسين مستويات أدائها في مؤشرات التنمية البشرية.

رئيس وحدة البحوث الاقتصادية ـ جامعة البحرين

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي