التحالفات العقارية

التحالفات والاندماجات بين الشركات العقارية مطلب ملح في هذه المرحلة الحساسة بعد ما مرت به السوق العقارية من فترة مخاض وتقلبات خلال السنوات الثلاث الماضية, خصوصا مع تطور مفهوم صناعة العقار من ناحية وخلق ثقافة عقارية جديدة لم تكن سائدة في السابق وكانت مقتصرة على المفاهيم التقليدية التي تطورت وأصبحت صناعة متكاملة تسعى الشركات إلى تحقيق أهدافها باحترافية مع التخصص في العمل ما بين تطوير وتسويق الفكر والبناء والتنفيذ سواء المخططات السكنية أو المجمعات التجارية والسكنية والترفيهية، ومن الناحية الأخرى التعثر والمشاكل التي واجهت مجموعة من الشركات التي طرحت بعض المساهمات والمشاريع العقارية والتي مازال بعضها معلقا ولم يحل، مما أوجد رد فعل سلبيا تجاه المهتمين أو المستثمرين في هذا القطاع، وأصبح هناك عزوف عن الاستثمار في هذا المجال مع وجود بدائل وقنوات استثمارية ذات عوائد جيدة مثل الاستثمار في سوق الأسهم المحلية والخليجية أو الاستثمار في المشاريع العقارية الخليجية وخصوصا في الإمارات.
والمبادرة لإنشاء تحالفات عقارية مهم في هذه المرحلة مع العمل على الاندماج بين أكثر من شركة وتوحيد الجهود مع التركيز والتخصص في العمل، خصوصا أن المنافسة في المرحلة المقبلة ستكون قوية وسيكون البقاء فيها للأقوى والأفضل وستكون هناك استثمارات أجنبية في هذا القطاع وستعمل باحترافية وستدخل بقوة وتركز على المشاريع ذات العوائد المجزية وأهمها الاستثمار في مشاريع الإسكان، والمطالبة بالتحالفات والاندماجات سببه أن هناك شركات تأسست وافتتحت لها فروعا ومكاتب وليس لديها سوى مشروع أو اثنين وهي كثيرة ويصعب عليها توسيع أعمالها ما لم تكن هناك أموال ومشاريع يمكن الاستثمار فيها، وهذه الشركات عددها كبير وتتركز في المدن الرئيسية.
استبشرنا خيرا بعد الإعلان عن تأسيس الشركة العقارية الكبرى التي عقد أعضاء اللجنة التأسيسية لها اجتماعهم الأول بداية الأسبوع الماضي. ويأتي استبشارنا كون هذه الشركة ولدت قوية ولها أهداف واضحة وانتخبت لعضوية اللجنة التأسيسية مجموعة من القيادات أصحاب الخبرة في المجال العقاري ومن رجال الأعمال والإدارة وستحظى وستشمل مشاريعها أنحاء المملكة وستحظى بدعم من الدولة حسب التصريحات التي نشرت في "الاقتصادية". كل ما نتمناه أن تستمر الشركة بالحماس نفسه وأن تقوم باختيار الجهات الاستشارية التي تستطيع أن تضع الرؤية والأهداف التي تتفق والغرض من إنشائها, وكما نعلم فإن أعضاء اللجنة التأسيسية هم من رجال الأعمال ولديهم أعمالهم الخاصة، لذا فإن تفرغ أحد أعضائها لمتابعة أعمالها لحين الانتهاء من التأسيس من الأولويات أو الإسراع باختيار من هو مؤهل ومتفرغ للقيام بهذه المهام لأننا نعول على هذه الشركة كثيرا وخصوصا أن من أغراض إنشائها الاستثمار في مشاريع الإسكان وخصوصا فئة الشباب وأصحاب الدخل المحدود وستغطي أنحاء المملكة مع خلق فرص عمل للشباب السعوديين، نبارك لهم هذه الخطوة ونتمنى لهم وللجميع التوفيق ممن يعمل على خدمة هذا الوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي