رباعية .. وسقوط رئيس

أعادت رباعية الهلال الأخيرة في مرمى شقيقه الأهلي، الأول إلى نتائج اعتاد عليها، والثاني إلى دوامة السقوط والاختلاف.
بدأت الطاحونة الهلالية بالدوران شيئاً فشيئاً ..
مباراة قدم فيها الهلاليون كل ما يريدون من فنون الكرة، وخسر فيها الأهلاويون رئيسهم، وبقايا أمل في مقارعة بني هلال.
أرادها أبناء القلعة فرصة لرد دين خسارتهم الأخيرة لكأس الأمير فيصل بن فهد، فجاءتهم الأهداف أشكالاً وألواناً.
عاد في ذاك النزال الدعيع إلى سابق عهده، ولبس حلة الإبداع، وبدا فريقاً آخر وحده.
لم يتحرك باكيتا من كرسيه وربح أربعة، وما جلس مدرب الأهلي على مقعده لكنه خسر بالأربعة.
ليس ضعفاً بالأهلي، لكنها قوة الهلال الذي بات مخيفاً حقاً.
حراسة الأزرق باتت مطمئنة إلى أبعد الحدود، وخط دفاعه متماسك، أما كتيبة التوهج خط الوسط، فعزفت ألحاناً أطربتنا وأمتعتنا.
هجوم ناري بقيادة ذاك عاشق الهلال، سهم الهلال.
أفرغ ذاك السهم سهمين من جعبته، لكنهما سهمان قاتلان.
كان الأول من طراز "اللدغ"، وكان الثاني من طراز "الفتك".
ارتقى ياسر عالياً قبل تسجيل الهدف الثاني، الأول له، وكأنه يقول لمن شككوا في حضوره (أنا هنا).
روض الكرة من أمام حسين الخبير يمنة ويسرة في هدفه الثاني، في رسالة واضحة تثبت الفكر قبل المهارة، والعقل قبل القدم.
هدية متواضعة أرادها سهم الهلال لكل من أحزنه انتقاله للأزرق، كان فحواها (الفن ياسر).
ماج "الترانزستور" الهلالي الشلهوب كما شاء، وأشغل دفاعات الأخضر بحركات الكبار.
غاب كماتشو فنياً في بعض الفترات الماضية، وما أن تحرك إلا وتلألأ الأزرق .. ويبدو أن لوجود النجوم دوراً في ذلك.
أفشل فتى الهلال الذهبي كل محاولات ومخططات مروجي (الكذب) بامتثاله لرأي مدربه وعدم امتعاضه أو محاولة النيل من باكيتا.
لم يكن الأهلي سيئاً إلى تلك الدرجة، لكن الهلال كان حاضراً إلى أقصى درجة.
حاول الأهلي مراراً، وتهيأت له فرص عديدة، لكنه لم يكن حاضراًً.. أو أنه لم يكن الهلال.
ثمة استقرار يعيشه الهلال منذ عام، جاء بثلاثية العام الماضي، وابتدأ هذا العام ببطولة.
استقرار فني بقيادة الداهية باكيتا، واستقرار إداري بوجود عاشق الذهب والمتعة محمد بن فيصل.
كنت أعتقد أن الأهلاويين قد انتهوا من عقدة هذا الحكم المتحامل علينا، وذاك الحكم المحابي لغيرنا، لكن خطاب بعضهم ما زال يثبت أنهم ما زالوا يراوحون مكانهم.
أما زال من بيننا من (يطنطن) بعقدة التحكيم والتحامل؟!
"ربع" الهلاليون شباك العميد العام الماضي، وجاء دور الأهلي هذا العام ليذيقه الهلال كأس الرباعية.
كان لابتعاد عمر الغامدي عن المنتخب أثر كبير على نفسيته، لكنه بدأ يستعيد مستوياته وبدأ يتوهج كما كان.
سياسة مكافأة الفوز من مباراة لأخرى التي اتبعتها الإدارة الهلالية العام الماضي، واستمرت عليها هذا العام تثبت أن الهلال غير.
لا أود الحكم الاستباقي على جيلسون، لكن (مواريها) ما تشجع.
بلعريف الأهلي لاعب متميز، يجيد التحرك دون كرة، لكنه كان وحده.
دخل مدرب الأهلي بتشكيلة كان الخوف واضحاً فيها، وإلا كيف نفسر مشاركة ثلاثة محاور في وقت واحد.
ما زال (الواد) حسين يتحفنا بحركات الماضي التي كنت أظنه كبر عليها.
لكن حتى حسين لم يكترث كثيراً بنتيجة المباراة، بل خرج على غير العادة في مقابلة تلفزيونية وتحدث بحديث أشبه بحديث الماضي.
أحدهم اتهم معلق المباراة بالتعصب للهلال، وكأنه كان يريد منه (البكاء) مع كل هدف هلالي.
جميلة تلك اللقطات التي انتهت المباراة بها، تلك الأحضان بين الدعيع وحسين، لقطة كبار .. وكبار فقط.
لقطة تجسد معاني نحن بحاجة لها كثيراً في زمن الانشقاق والبحث عن الذات.
صورة تعبر أنه حتى لو فاز الهلال بثمانية، أو خسر الأهلي بمثلها، فالتنافس ينتهي بانتهاء صافرة الحكم.

نوافذ
ـ أشار أبو شقير العام الماضي بإشارة كانت لها دلالة واحدة لا معنى لها، وخرج علينا صنيع الاتحاد بتفسير أراد به استغباءنا، وتكرر مشهد الإساءة هذا العام بركل ورفس لمصور لا حول له ولا قوة، وخرج أيضاً (الصنيع) وبرر بطفولية، ويبدو أن الحال ستبقى على ما هي عليه في ظل وجود هذا (الصنيع) الذي لا يجيد الصنعة الإدارية.
ـ ما أن خرج النادي الغربي من أزمته العربية إلا وبدأ رئيسه باستجلاب آليات التسكين البالية، يوم أن صرح بأنهم سيتعاقدون مع هذا، وسيشترون عقد ذاك.
ـ هدف ياسر الرأسي كان (رصاصة) أطلقها في وقتها.
ـ أزمة النصر ستؤثر في الكرة بشكل عام ولا بد من تكاتف الجميع لحلها.
ـ الشباب يقدم مستويات متفاوتة هذا العام.
ـ سيخسر الأهلاويون إن هم فرطوا في رئيسهم.
ـ أشغل نفسه بجائزة الاتحاد الآسيوي، وأخذ يبرر سبب اختياره المدافع وراهن على فوزه! مسكين!
ـ ستتكرر رباعية الهلال مرة أخرى! تذكروا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي