"تداول".. النظام يتعثر.. مَن نسأل؟ ومَن يجيب؟

<a href="mailto:[email protected]">Fax4035314@hotmail.com</a>

الصمت ليس حكمة دائما, ولكن لدينا الصمت حكمة حتى في الأسواق المالية والبورصات, للمرة العاشرة نقول إن نظام تداول "يعاني" وكتبت وكتب غيري عن هذا النظام العقيم غير الفعال ومتكافئ مع وضع السوق ككل, نظام تداول للأسف أنه منذ سنوات وهو كما هو لم يتغير, برغم العمولات التي تستلمها مؤسسة النقد من الصفقات اليومية ويصل دخلها إلى مئات الملايين سنويا, فأين تذهب هذه الأموال إذا لم يطور نظام سوق الأسهم, في ظل سوق نامية ويكبر حجمها كشركات وأسهم ومتعاملين والآن التجزئة المتدرجة، ونفهم من التجزئة المتدرجة أنها إشارة للمواكبة كتقنية ولكن ماذا وجدنا؟ وجدنا نظاما يحتضر تماما.
بالأمس السبت, وبمجرد افتتاح السوق توقفت وخلال ثوان توقف التداول عند الدقيقة الثانية فقط أي الساعة العاشرة ودقيقتين, وكانت الكميات المتداولة 2.051 مليون سهم بقيمة تداول تقريبا 406 مليون ريال, والمؤشر العام توقف عند 9.654 نقطة منخفضا 45 في المائة (كتابة خمسة وأربعون في المائة) هبط المؤشر معها بمقدار 8000 نقطة (ثمانية آلاف نقطة) شيء خيالي أن يحدث هذا في سوق الأسهم السعودية أكبر سوق عربية وسوق شرق أوسطية, تملك كل الإمكانيات المالية والتقنية للوصول بالسوق "تقنيا" و"بشريا" لأعلى المستويات, ولكن هذا حدث للأسف في السوق السعودية لسبب بسيط نشر "خلل فني" أو "تقني", لا أعرف حقيقة أي إمكانات لدى نظام تداول وهي بالصورة العامة لها تعتبر جدا متأخرة, أدرك أن التفسير الأولي الذي سيأتي أنه خلل فني وتقني يحدث بأي سوق وأنه شيء طبيعي ولا شيء مهم كثيرا, وأقول هذا غير صحيح, لأن الأخطاء هناك ما يقبل مرة أو مرتين, ولكن أخطاء بهذا الحجم وهذه الجسامة أعتبرها خطأ استراتيجي يمس سمعة الاقتصاد السعودي ككل, يمس سوق أسهم تدار ويستثمر فيها مئات المليارات, ومعظم المواطنين يتعاملون مع هذه السوق بشكل أو بآخر, لا يوجد مبرر حقيقي أن تحدث الأخطاء بهذه الصورة المزرية والسيئة جدا, وستتكرر الأخطاء في ظل ثبات هذه الصورة والنهج الذي لا يتضح في المستقبل القريب أن هناك أي متغيرات مقبلة.
ما حدث بالأمس من هبوط للمؤشر "التقني" 45 في المائة " سبب حالة من الهلع تدافع القليل جدا بالبيع, ووصلني كثير من الاتصالات سواء أفرادا أو قنوات, تريد توضيحا وتفسيرا لما حدث وللأسف لم يكن لدي إجابة واضحة عدا ما توقعت وغيري أن يكون تقنيا تماما, ما حدث من انهيار "تقني" للمؤشر وتوقف أربعة بنوك من التداول سببا حالة من الإرباك استمرت ساعة كاملة, ولم يظهر ككل مرة أي مسؤول ليبرر ما حدث في وقته, ونعود ونكرر: سياسة الصمت إلى متى؟ وهي لا تخضع لأي مبرر مهما قيل, وسنسمع مبررات وتفسيرات كثيرة ومكررة ومملة أين الحل؟
الأفضل في تقديري أن يخصص نظام تداول سواء من خلال البنوك أو للقطاع الخاص, لماذا هذا الإصرار على أن نظام تداول يدار من خلال مؤسسة النقد, وأعتقد أن هيئة سوق المال حين يتحول نظام تداول بالكامل إليها أن تعالج كل ذلك أو هي الآن في مظلة الهيئة, الأفضل هو التخصيص له, لأن نظام تداول يدر ذهبا من خلال العمولات التي تحصل بأدنى تقنية, لأنهم غير مستعدين للصرف المادي من خلال دخل نظام وعمولات تداول, فقط هي دعوة للجهات الحكومية بتخصيص تداول وطرحه للبنوك أو للقطاع الخاص, وسنرى تغيرا جذريا كما حدث في الاتصالات السعودية التي الآن تطرق الأبواب لتقديم الخدمات, نريد من يطرق الأبواب لتقديم خدمة تداول الأسهم بأرقى التقنيات وأقل تكلفة, لكن متى تتخلى مؤسسة النقد عن النظام, فيجب أن يخصص للقطاع الخاص, ويبقى التنظيم والتشريعات والرقابة لديهم. هذا هو الحل المفترض كأحد الحلول, لأنني غير متفائل بإدارة كما هي متبعة الآن للأسف وكل مرة يأتي التعطيل نلاحظ عدم احترافية التعامل سواء بالتصريحات أو معالجة الوضع بصورة جيدة ولا أعرف ستنتهي هذه السلبية التي تحتاج إلى علاج جذري وليس مسكنات ككل مرة بسياسة الصمت والتصريحات المكتوبة وبثها من خلال تداول, سؤال أخير: هل في الأساس ينظر مسؤولو تداول إلى أن ما حدث أزمة ومشكلة أم أنه شيء عادي وطبيعي؟ من خلال الإجابة سنعرف أي إدارة تدير نظام تداول ويمكن تحديد الكثير من خلال ذلك .

<a href="[email protected]">[email protected]</a>

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي