حكامنا ينجحون خارجيا .. لماذا؟

بدأ الاتحاد القطري لكرة القدم يستعين بحكام السعودية مرة أخرى بعد توقف دام أكثر من موسم بعد أن جرب عدة مدارس تحكيمية، حيث أدار الدولي ظافر أبو زندة والمساعد الدولي عبد العزيز الكثيري السبت الماضي أقوى لقاءات الأسبوع في الدوري القطري الذي جمع المتصدر الغرافة بالوصيف في سلم الترتيب فريق قطر، وقد قدم أبو زندة مستوى متميزا فاق مستوى عدد كبير من الحكام الأجانب الذين يشاركون في الدوري القطري وهم كثر، وبلا شك فإن عودة الثقة بالحكم السعودي للمشاركة في الدوري القطري والنجاح الذي حققه أبو زندة والكثيري يؤكد أن الحكم السعودي متميز ومتألق متى ما وجد الأجواء المناسبة له للتألق والإبداع وهو ما يفتقده أحيانا في الدوري المحلي لكثرة ما يتعرض له من حملات إعلامية سواء من مسؤولي الأندية أو وسائل الإعلام ولا سيما المقروءة منها، مما أثر في أدائه وصورته سلبيا والحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أنه لا تحكيم بلا أخطاء وهناك من يضخم أخطاء الحكم السعودي، ويسعى لنشرها ونقلها إلى الآخرين، وأذكر أنني أدرت إحدى المباريات في الدوري لأحد الفرق ثم توجهت لمشاركة خارجية في إحدى البطولات وفوجئت بأن المسؤول عن البطولة يتحدث معي عن أحداث المباراة التي أدرتها قبل وصولي إلى البطولة، وبكل أسف كان هناك تشويه للحقائق وبعد أن أدرت المباراة الأولى في البطولة استغرب المسؤول عن البطولة الكلام المنقول إليه. وقال لي: لقد كنت متخوفا وأنا أسند إليك أول مباراة عطفا على ما نقل لي عنك حول مستواك، ولكن بعد المباراة تغيرت نظرتي لك, وأسند إليّ أكثر من مباراة.
هذا ما يحصل الآن بالنسبة للحكام في السعودية، حيث إن هناك من يهاجمهم داخليا، وهناك من ينقل كلاما غير صحيح عنهم خارجيا لتشويه سمعتهم, وإذا أردنا أن يكون مستوى أداء الحكام داخليا بنفس مستوى أدائهم خارجيا فعلينا أن نوفر لهم الأجواء نفسها التي تتوافر لهم خارجيا من حيث الثقة وصرف مستحقاتهم أولا بأول ورفع المكافآت، حيث إنها بكل أسف لا توازي حجم ما يبذله الحكام من مجهود بدني ونفسي لكي يكون جاهزا قبل المباراة، إضافة إلى السعي الحثيث لتفريغ حكام النخبة منهم الذين يقودون مباريات الممتاز والأولى ليكون لديهم الوقت الكافي للتدريب والسفر دون مشقة وعناء، كما يحدث حاليا، حيث إن الحكم المكلف وبالذات وسط الأسبوع يعاني قبل وصوله المباراة وقد يصل قبلها بساعة أو ساعتين نظرا لبعد مناطق السعودية وظروف السفر والطيران وصعوبة توافر الحجوزات حيث يضطر أحيانا بعض الحكام إلى السفر للمباراة بالسيارة وقطع مسافة لا تقل عن 1200 كيلو ذهابا وإيابا، فكيف نطالب الحكام بالتألق والبروز وهو غير مهيأ لذلك, ولو تحقق ما ذكر فإنني على ثقة بإذن الله أن التألق سيكون حليفهم, وعلى طريق المحبة نلتقي دائما بإذن الله.

محطات عاجلة
ـ مشكلة بعض الحكام أنه لا يملك الجرأة بالحديث عن لجنة الحكام عندما تكون هي المسؤولة عن الحكام, وبمجرد إعادة تشكيل اللجنة يبدأ بعض الحكام في ذكر عيوب عن اللجنة، وبكل أسف فإن هناك من يصدقها حتى لو لم تكن صحيحة ولو كان مثل هؤلاء الحكام عندهم الشجاعة والجرأة فليواجهوا اللجنة أثناء عملها إذا كان هدفهم المصلحة العامة.
ـ الأخطاء التي وقع فيها الحكام في الأسبوع الماضي يمكن تلافيها من خلال تطبيق القانون وبالذات تعطيل استئناف اللعب والتعامل بحزم مع اللعب والسلوك العنيف.
ـ التركيز فقط على الحكام الدوليين في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين سوف يساهم في استهلاكم قبل مراحل الحسم وإحراقهم وسيصيب حكام الأولى البارزين بالإحباط، خاصة وأن هناك من يسعى منهم للمنافسة على دخول القائمة الدولية في الموسم المقبل.
ـ مشاركة ستة حكام من آسيا في المعسكر النهائي لاختيار حكام مونديال 2006، وترشيح أربعة منهم سيجعل فرصة الدولي خليل جلال بإذن الله كبيرة ليكون واحدا منهم ليكون جنبا إلى جنب مع منتخبنا الذي تأهل للمرة الرابعة على التوالي.
ـ هاتفني عدد من محبي الطائي يطالبون بعرض بعض لقطات لمباراة فريقهم أمام الوحدة في برنامج صافرة وبكل أسف لم نستطع أن نحقق ذلك الطلب لعدم نقل المباراة، والأمل أن يكون هناك تسجيل لجميع المباريات سواء كانت المنقولة أو غير منقولة.

خاتمة
يقول المولى سبحانه وتعالى "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" الآية 281 سورة البقرة.

حكم دولي سابق

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي