أحلام المرأة السعودية في العيد!

الكل يعيش فرحة العيد، ويتناسى الجميع هموم ومشاكل الحياة فترة وجيزة، ما تلبث إلا أن تعود سريعاً مع أول يوم من العمل والدراسة، هذه العائلة المكونة من الأم وبناتها الخمس عاشت الوقت نفسه الذي يمر على الجميع في فترة العيد, في انتظار هموم وصعوبات ومشاكل الحياة مع بداية العمل بعد الإجازة. ولكن فجأة حدث ما لم يكن في الحسبان ويندر حدوثه في هذه الظروف والعوامل التي تحيط بالمجتمع, ماذا حدث؟
الابنة الكبرى التي أنهت الدراسة الجامعية وكانت تحلم بتأسيس مشروع صغير لم تتمكن منه إطلاقا لعدة أسباب. طرأت تغيرات واختلافات جذرية في هذا العيد. إذ من اليوم الأول اتصلت بها إحدى الجهات لتزف لها البشرى بالحصول على رخصة مزاولة العمل في يوم واحد ثم فتحت البريد الإلكتروني الخاص بها لتتفاجأ برسالة من صندوق الإقراض بالموافقة لها على قرض استثماري بدون فوائد وبدون ضمانات أو كفيل غارم، وهي لو ظلت تبحث عن توفير هذا الشرط لاحتاجت إلى مائة علم لتوفيره! وقبل أن تفارقها دهشة هذه التغيرات وصلتها رسالة أخرى تبلغها أن بإمكانها مزاولة العمل بدون حاجة إلى وكيل شرعي ينوب عنها، وقبل أن تفيق من هول هذه المفاجآت وصلها اتصال من جهة أخرى تفيد بالموافقة لها على تأشيرات عاملات لها في المشروع، ثم توالت المفاجآت ليطرق الباب عليهم مندوب جهة أخرى ليسلمهم رخصة فتح المحل !تساءلت والدهشة لا تفارقها ماذا حدث في الدنيا؟ وقبل أن تستدرك وتجيب، وردها اتصال من سيدة سعودية تعرفها بأنها من وزارة المرأة! وأنها مكلفة بمتابعة موضوعها أولاً بأول!! .. وأن الإدارة قد حددت فترة أسبوع فقط لاستكمال جميع إجراءاتها وبدء المشروع ! ثم أعطتها رقم موحد لها لمتابعة مشروعها والتنبيه عن أية ملاحظة أو معوق يواجهها، ذهبت هذه الابنة إلى أختها الصغرى لتقص عليها ما حدث, لتحدث المفاجئة الأكبر, فالابنة الصغرى التي تدرس في الجامعة بدأت تتحدث عن تغيرات جوهرية طالتها هي أيضاً, إذ وفرت لها الجامعة فرصة التعليم الإلكتروني وهي في المنزل! دون الحاجة إلى الذهاب إلى الجامعة إلا عند استلام وثيقة التخرج ! كما أعطتها الجامعة خطابا من وزارة التربية والتعليم بتعيينها بعد تخرجها بعد عامين ! في وظيفة معلمة بالمدرسة القريبة لمسكنهم! ولم تعد بحاجة إلى سائق، إذ وفرت الجامعة سيارة نقل لها للذهاب إلى مركز التدريب التابع للجامعة في فترة الصيف! لاستغلال أوقات الإجازة. كما أعطتها الجامعة الخيار بين الوظيفة أو الابتعاث لمواصلة دراستها العليا ! مع أن معدلها لا يسمح لها بذلك، وفجأة دخلت عليهم أختهم التي ما زالت طفلة لتقطع عليهم الحديث بمفاجأة غير متوقعة، إذ كانت ترتدي لباساً غريباً كتب عليه (مركز رعاية الأطفال الموهوبين !) أصابتها الدهشة أكثر, ما الذي حدث ؟هل هذه حقيقة؟ وقبل أن يتأكدا من الموضوع، فإذا بوالدتهم تدخل عليهم حاملة بيدها ورقة وابتسامتها تعلو حاجبيها، إذ تم ترشيحها من قبل وزارة المرأة لتكون عضواً في اللجنة النسائية للحي الذي يسكنون فيه! مع إشعار آخر يفيد بأن الابنتين العاطلتين في الأسرة قد تم اختيارهما للعمل في مدينة التقنية النسائية ! التي ستفتح في العام القادم! مع هذه الأخبار السارة لهذه الأسرة, وفرحة هذه الأم بانفراج مشكلة بناتها الخمس، إذ برسالة تردها عبر جهازها الجوال تفيد بأن شركة الاتصالات تدرس وضع رسوم على الأحلام غير الواقعية وإضافتها إلى فاتورة الجوال! ، أسوة بالجهات الأخرى التي بدأت تطبيق غرامات على الأحلام غير الواقعية ! والسماح لها فقط بالأحلام في العيد.. وكل عام وأنتم بخير..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي