التنمية العقارية
<a href="mailto:[email protected]">khalid@kaljarallah.com</a>
سعيدة هي بنوكنا والجميع يغبطها على البحبوحة التي تعيشها هذه الأيام، حيث الازدهار ورغد العيش فلا هم لها هذه الأيام إلا تغيير ألوانها على حساب الاهتمام بتغيير الفكر وثقافة المنشأة وانعكاسها على خدماتها وعلاقتها بعملائها بعد أن تضخمت حساباتها وتضاعفت إيراداتها وأرباحها بدون أدنى جهد اللهم إلا جلب المزيد من العملاء اللاهثين وراء سراب الثروة أو المحتاجين لتحسين أوضاعهم المعيشية، وبما أن البنوك ليس عليها التزامات تجاه المجتمع أو مجبرة على دفع ضرائب فإن إرباحها أصبحت تتجاوز رأسمالها وبسبب الفائض أصبح الصرف على الدعاية والإعلان في قائمة الأولويات، وتبنت برامج الإقراض بدغدغة مشاعر المحتاجين من خلال قروض السكن أو الزواج أو شراء الكماليات أو حثهم على المتاجرة في سوق الأسهم وحتى للسفر وبفوائد خيالية وبأقساط مرهقة.
أين البنوك من مشاريع التطوير العقارية أو السياحية؟ وأين مساهمتها في خدمة المجتمع ومساعدة المحتاجين لمشاريع الإسكان من ذوي الدخول المحدودة وبأقساط ميسرة وأرباح معقولة وفترة سداد مرنة ؟ ألا يمكن لها الدخول في هذا المجال والمساهمة في التنمية بعد أن نضجت وامتلأت خزائنها بالمليارات؟ إلا تستطيع تكوين محافظ استثمارية عقارية واستثمارها في مجال الإسكان؟ بدلا من المبادرات الفردية وقروض الإسكان المغلفة تسويقيا والتي تباع على الأفراد وبشروط مجحفة وقاسية، فماذا لو بادرت للاستثمار في مشاريع الإسكان بإنشاء شركة استثمارية عقارية بالتعاون مع الشركات العقارية القوية وبرأسمال كبير وكونت لها فريق عمل مؤهلا يديرها بعقلية استثمارية مع الاهتمام بخدمة المجتمع ، لساهمت كثيرا في حل مشكلة الإسكان ومعضلة ارتفاع أسعار الوحدات السكنية، ولساهمت في تقديم خدمة يحتاجها الكثيرون .
أين البنوك من المشاريع الخيرية ؟ ألا يمكن أن تقتطع جزءا من أرباحها السنوية الضخمة، التي تقدر بمليارات الريالات وتسهم في بناء المدارس والمستشفيات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ودور الأيتام وبناء مقار للجمعيات الخيرية أو دور رعاية المسنين وغيرها !؟ البحث عن فرص لزيادة الإيرادات حق مشروع للجميع والمنافسة في تقديم الخدمات أمر في مصلحة المستهلك أو العميل ولكن هناك قصور في تقديم خدمات ما بعد البيع والتعامل الجيد مع العملاء والذي نفتقده كثيرا في بنوكنا، أما أن تستمر في إغراء المواطنين واستقطاع جزء كبير من دخولهم في خدمات تعتبر من الكماليات، فهذا غير مقبول.
حين يطالب بنك ما أحد العملاء ولو بمبلغ بسيط تجد أنه يصرف الكثير لفرق التحصيل والمحامين حتى لو كانت مطالبتهم باطلة أو بخطأ منهم والتجارب كثيرة ولا يشفع لك أن تكون عميلا مميزا بالالتزام والاحترام حتى لو كنت عميلا منذ أكثر من 15 عاما في خدمة ما ، ومفهوم البنوك للتميز يقاس بالرصيد ، ومادام لا تحاسب على أخطائها فستتمادى إلى أن يأتي الله بالفرج، كما حدث في قطاع الاتصالات.