حرس الحدود السعودي ينتشل 200 جثة.. ويؤكد استحالة الوصول إلى موقع حطام العبارة

حرس الحدود السعودي ينتشل 200 جثة.. ويؤكد استحالة الوصول إلى موقع حطام العبارة

أكد اللواء حسين محمد الغامدي قائد حرس الحدود في منطقة تبوك أن جهود رجال حرس الحدود ما زالت تتواصل للبحث عن ناجين وانتشال جثث الغرقى من ركاب العبارة "السلام 98"، إذ تم انتشال أكثر من 170 جثة طافية فوق سطح البحر حتى يوم أمس.
من جهة أخرى أكدت مصادر مطلعة من حرس الحدود السعودي أن الجثث الموجودة في كبائن السفينة لا يمكن الوصول إليها نهائياً، وذلك لأن حطام السفينة يقبع في عمق بعيد جداً يصل إلى 600 متر تحت سطح البحر، في حين تتحدد إمكانية وصول الغواصين في عمق البحر إلى 70 مترا فقط، وإن تعدى هذا العمق فسيواجه مشكلتين رئيستين هما الضغط والتسمم الدموي.
إلى ذلك ظهر عدد كبير من الجثث الطافية على سطح مياه البحر الأحمر صباح أمس، وفقدت فرق الإنقاذ الأمل في العثور على ناجين من كارثة العبارة "السلام 98"، بعد أن انقضت خمسة أيام على غرقها مخلفة نحو ألف قتيل ومفقود.
وأوضح عبد الرحمن بدوي المسؤول في قوات حرس الحدود في منطقة تبوك أن الطائرات السعودية ظلت تحلق فوق المنطقة حيث تطفو الجثث على سطح المياه، على بعد 20 ميلا بحرياً (37 كيلومترا) من موقع غرق العبارة المصرية. وكان المسؤول يتحدث من على متن مروحية تابعة للقوات الجوية السعودية، تطير في مهمة بحث عن مفقودين من ركاب العبارة، غير أن الآمال في العثور على ناجين تضاءلت بعد أن تمكن رجال حرس الحدود السعودي والقوات الجوية من إنقاذ 31 شخصاً في اليومين اللذين أعقبا وقوع الكارثة.
المروحية انطلقت صباح أمس إلى جزيرة النعمان غير المأهولة، التي تقع في عرض الساحل السعودي غير أنه بعد ثلاث ساعات من التفتيش لم يتم العثور إلا على جثث. كما عادت زوارق النجدة التي تم تجنيدها للبحث عن ناجين في دائرة قطرها 45 ميلاً
بحرياً (83.3 كيلومتر) في عرض سواحل ضباء، إلى مواقع انطلاقها من قطع وفرقاطات البحرية السعودية، في حين تنتظر سفينة "شرم الشيخ" المصرية وصول الجثث إليها من فرق البحث السعودية لتقوم بنقلها إلى مصر.
وقال بدوي "قمنا بمسح بواسطة الدوريات الطائرة والبحرية في منطقة قطرها 1600 ميل بحري (2963.2 كيلومتر مربع) حول منطقة غرق السفينة، وركزنا على هذه المنطقة لأننا وجدنا فيها عدداً كبيراً من الجثث". وتمكنت فرق الإنقاذ السعودية من انتشال 60 جثة الاثنين الماضي، إضافة إلى 72 جثة تم الإعلان عن انتشالها رسمياً الأحد، حسبما ذكر. وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت أمس الأول أن عدد الناجين بلغ 388 شخصاً من بين 1415 من الركاب وأفراد طاقم العبارة.
من جانبه توقع بدر الجابري قائد قوات حرس الحدود في ضباء أن تتواصل عمليات البحث أسبوعين على الأقل، مفترضاً أن تطول المدة حسب الظروف إلى شهر.
وشوهدت من المروحية 20 جثة تطفو على سطح المياه في منطقة عمليات التفتيش في حين يعتقد أن عدداً مماثلاً يطفو في باقي مياه البحر الأحمر، بينما يعتقد أن عدداً
كبيرا من الجثث جرفها التيار إلى المياه الدولية بين السعودية ومصر.
ويؤكد محمد الحربي المسؤول في مطار الوجه الذي يشكل قاعدة انطلاق المروحية التي قامت بـ18 مهمة بحث في مياه البحر الأحمر أنه رأى عدداً كبيراً من جثث النساء والأطفال، مشيراً إلى أن طاقم المروحية لا يزالون يبحثون عن ناجين، غير أن الأمل في العثور عليهم أصبح ضعيفاً جداً، حسبما قال. ويتولى الحربي مسؤولية قسم من العمليات التي تنطلق من هذا المطار الذي يقع على بعد 140 كيلومتراُ جنوب ضباء.
وكانت فرق الإنقاذ قد عاشت وسط الفاجعة لحظات فرح، وذلك حين رصدت المروحية السبت خمسة ناجين مصريين وسعودي، أما بقية الناجين (31) فقد تم إنقاذهم من قبل حرس الحدود السعودي.

الأكثر قراءة