نذير الحرب
يقول حفظه الله (يا إخوان أنتم من هذا البلد وإليه، ومهما عملتم يطلب منكم المزيد لخدمة دينكم ووطنكم وهذا أهم شيء، أنتم الآن تعرفون ماذا يحصل في العالم كله، وأحب أن أقول لكم إني أعتقد أن العالم الآن في حرب خفية، حرب اقتصادية، ولا بد أن تراعوا هذا الشيء، تراعوا مصلحة الدين والوطن، لا مصلحة أشخاص، لأن الاقتصاد هو أساس كل شيء), ويتابع قائلاً (لا تنسوا يا إخوان أن بلادكم هدف لزعزعة هذه النعمة التي تفضل بها الرب عليكم ولا لأحد فيها كرم إلا للرب عز وجل، لا بد أن نقدرها ونحترمها، لا بد أن نراعيها، لا بد أن نحافظ عليها بلا تهور وبلا وطنية مزعومة وبلا ظهور غير نافع، نريد أن يضع الواحد أمام عيونه مخافة ربه وشكره ومصلحة وطنه).
تخيلوا هذا الكلام من ولي الأمر بخصوص الوضع الاقتصادي العالمي، ثم وصلتني بإحد الرسائل بالبريد الإلكتروني عن مقابلة لرجل يدعى ليندسي ويليامز وهو رجل أعمال في شركات البترول الأمريكية وسبق له أن اختلط بصفوة رجال الاقتصاد وصناع القرار وهم المتحكمون من وراء الستار في أمريكا، وقد قال في مقابلة له في شهر تموز (يوليو) 2008 وكان وقتها سعر البرميل 140 دولارا قال التالي:-
(لقد علمت ممن يمسكون باقتصادات العالم أنهم سيوصلون سعر برميل النفط إلى 50 دولارا خلال أشهر معدودة، وقال أيضاً إنه سيكون هناك انهيار كبير للاقتصاد الأمريكي .ويقول أيضاً :- حين سألت لماذا تفعلون ذلك؟ كان الجواب كي نفلس العرب ونعيدهم للركوب على الجمال كما كانوا منذ 100 عام!).
إذا فهي كما قال خادم الحرمين الشريفين حفظه الله (حرب خفية) على الاقتصاد سببها الرئيسي هو أن عديدا من المصارف الأمريكية باعت سندات ديون قروض لعقارات وتأمين تقدر بمئات المليارات من الدولار إلى مصارف في مختلف أرجاء العالم، قبل أن يتضح أن هذه السندات لا قيمة لها في الواقع، وهو الأمر الذي سبب ما يسمى "أزمة الرهون العقارية"، وهي ما عرض معظم مصارف العالم وخزائن الدول لواحدة من كبرى عمليات التحايل في تاريخ الاقتصاد.
لقد تم نهب الأموال الموجودة عندهم في البنوك، ثم طالبوا العالم أن يدفع المليارات وابتلعها الثقب الأسود الأمريكي والآن ينزلون سعر البترول برغم تقليص مليون ونصف برميل من إنتاج "أوبك"! ليس هذا فقط بل هاهم يتسابقون اليوم إلى دول الخليج طمعاً في الأموال وحرصاً على التأكيد على المواقف فهذه الدول لا تستطيع الآن سحب أموالها الموجودة في البنوك الغربية في الخارج بحجة أنها قد تسبب مزيدا من الانهيار وأن الاستثمارات الخارجية لا تستطيع تصفيتها كذلك .. ولا ننسى أن النفط يباع مقابل النقد بالدولار وأمريكا الآن ليس معها النقد الكافي لذلك وكله على الديون وفي النهاية من الممكن أن تلغى تلك الديون وتكون ضربت عصفورين بحجر واحد أولا حصولها على الـنفط مجـانـا (تسول) وآخرها هبوط أسعار النفط وضرب العرب.
إذن، فإن ما يحدث إنما هو استنزاف لأموال الخليج وهي حرب كما ذكر، حفظه الله، لا تقل عن أي حرب أخرى بل قد تكون أسوأ الحروب لأنها تسعى إلى القضاء على الاقتصاد الذي هو عماد نهضة الأمم وتقدمها، فمن غير الطبيعي أن يصعد سعر البترول فجأة إلى أكثر من 146 دولارا ثم ينخفض فجأة إلى أقل من 65 دولارا متزامناً مع الزلزال الذي أصاب الاقتصاد الأمريكي.
يجب علينا أن نعي معنى هذا التحذير وأن نعد العدة لهذه الحرب وأن نحذر كل الحذر من تداعياتها فالحاقدون والحاسدون يحيطون بنا من كل جانب نسأل الله أن يكفينا شرهم ويرد كيدهم في نحرهم.