رعاية الأيتام بـ (توصيلات) الغاز !

[email protected]

مفجع بحق ذلك الخبر الذي نشرته إحدى الصحف المحلية أخيرا, والذي يشير إلى اعتداء إخصائي اجتماعي على أحد أيتام دار التربية الاجتماعية في المدينة المنورة.
الاعتداء الوحشي الذي تعرض له اليتيم الذي قال عنه المولى عز وجل (فأما اليتيم فلا تقهر) لم يكن تحت أعين الناس في وضح النهار وإنما في منتصف الليل بعد أن نامت أعين الرقباء وبقيت عين الرقيب الذي لاينام, حيث انهال ذلك الإخصائي الاجتماعي بحسب ما أشار الخبر على الطفل المسكين بالضرب المبرح مستخدما (توصيلة غاز) كان يحملها بيده مما أدى إلى نزف دموي حاد من فمه وأنفه ورضوض وخدوش طالت أماكن متعددة من جسده.
الجريمة الأبشع من ذلك إن صح الخبر هي جريمة الدار المعنية التي ووفقاً لمصادر الصحيفة الناقلة للحادثة قامت بالتكتم الشديد على الحادثة واكتفت بإسعاف الطفل في العيادة الداخلية، وعدم نقله إلى المستشفى، حتى لا يتضرر من انتهك حقوق وإنسانية هذا اليتيم المسكين, ولكم أن تتساءلوا مثلي: كيف وصلت الحادثة إلى الصحافة رغم هذا التكتم إن لم يكن من قام بإيصالها فرد آخر من الدار نفسه يمتلك ضميراً حياً أجبره على فضح هذه الجريمة خصوصاً أن مدير عام الشؤون الاجتماعية في المنطقة لم ينف الحادثة رغم أنه حاول تصوير القضية بالبسيطة والتي لاتستحق التهويل.. تخيلوا؟!
طفل يتيم في ذمة هذا المجتمع بأكمله قبل أن يكون في ذمة الشؤون الاجتماعية تنتهك براءته بتوصيلة غاز في منتصف الليل من شخص مؤتمن عليه, ويمنع تحويله إلى المستشفى وبعد هذا كله يقال إن القضية لا تسحق التهويل؟ ما الذي يستحق التهويل إذن؟ أن يقتل هذا الطفل في وضح النهار بـ (آر بي جي) مثلاً؟!
وإذا كانت هذه الحادثة قدوجدت من ينقلها من أصحاب الضمائر الحيّة إلى وسائل الإعلام فكم من الحوادث المشابهة التي لم تجد ضميراً مستيقظاً ينقلها وبقيت حبيسة أدراج المسؤولين في دور التربية ودورالتوجيه ودور الملاحظة ودور رعاية الفتيات في هذا البلد؟!
إننا يا سادة ياكرام أمام قضية خطيرة يجب أن يتم تبديد الصمت حولها, وكل فرد في هذا الوطن مسؤول عنها مسؤولية كاملة, فذلك اليتيم هو ابني وابنك وابن كل مواطن يستشعر مسؤوليته تجاه مجتمعه.
إنني أطالب بفتح ملف هذه القضية والقضايا المشابهة المتعلقة بالاعتداء على الأيتام في جميع وسائل الإعلام بلا استثناء, كما أطالب بمحاسبة كل من له يد في انتهاك حقوق هؤلاء الأطفال الأبرياء, وإبعاده كلياً عن الدور التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية, وعلى هيئة وجمعية حقوق الإنسان السعودية ألا تقفا صتكننيم أمام قضايا كهذه, فهذا هو دورهما وهذه هي ووظيفتهما الحقيقية, ثم إنني أتساءل عن كيفية الكشف عن مثل هذه القضايا وإيقاف إعتداء بعض المضطربين نفسياً على الأطفال مستقبلاً في ظل عدم وجود رقابة خفيّة في داخل كل دار من هذه الدور, وهو أمر يدعوني إلى مطالبة معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين إلى تعيين رقباء غير معلنين في داخل كل دار من الدور التابعة لوزارته على أن يكون اتصالهم مباشرا به شخصياً ليقف بنفسه على مثل هذه الاعتداءات التي يندى لها جبين هذا المجتمع بأكمله, فأنا وغيري من أبناء هذا المجتمع لايسعدنا أبداً أن نقرأ خبراً فحواه : "استقبل معالي وزير الشؤون الاجتماعية بمكتبه بالوزارة أبناءه الأيتام المشاركين في ..." وخبر آخر في اليوم التالي عن انتهاك انسانية أحد هؤلاء الذين استقبلهم معاليه!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي