ابتسم يا إنسان

أمام أحد التقاطعات توقف وأشار بيده مبتسما: أي تفضل، بادلته الابتسامة وطلبت منه أن يعبر الطريق قبلي احتراما لابتسامته، وبعد هذا المشهد أيقنت أن للابتسامة دورا فعالا وخطيرا في تهدئة النفوس وبسط نوع من السعادة على الأرصفة والشوارع وكذلك بين الزحام، لذا كانت "صدقة" وبمجرد فعلها تزيد حسنات الإنسان، وفكرت ماذا لو كان هناك عقاب على "التكشيرة"، حيث تحسب مخالفة مثلها مثل أي فعل يشوه المنظر العام، إذ قد يفسد يومك رجل ينظر إليك وهو عابس في انتظار إشارة خضراء بدلا من "صباح الخير"، التي قد تأتي مثلا على شكل ابتسامة، فللابتسامة لغة تستطيع أن تناقش وتحاور متى ما كان مستقبلها يحمل نفس الصفات "الابتساماتية" حيث يصبح بمقدوره تأويلها وتفهمها فهذه تأتي كصيغة اعتذار، وأخرى بصيغة مساء الخير، وأخرى تفضل، ولولا أنني شعرت بسحر الابتسامة ضمن الزحام اليومي ومفعولها خاصة وأنت تقضي مشوارا تحت درجة حرارة قد تتخطى الخمسين، لما تحمست للمطالبة بفرضها، ومن لا يستطيع أن يمارسها في أحد الأيام باستطاعته ترك ملامح وجهه بلا "تكشيرة" على أقل تقدير، فهناك جماليات يجب أن يمنحها الإنسان للشوارع لتصبح حدائق ومعابر للفرح وكي تسهل مهمة الركض في هذا الزحام وهذا الحر الشديد، إذ تصبح النفسيات مضطربة وغاضبة.
الابتسامة هنا: نسمة هواء باردة، وضحكة تعارف واحترام، وحديقة مليئة بالزهور، ويد تؤشر: تفضل.
عزيزي الإنسان: ابتسم وسيصبح كل شيء أخضر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي