التطوير الشامل.. الحل الشامل

[email protected]

اذكر أني كتبت مقالا قبل فترة بعنوان انتظروا مشاريع الضواحي السكنية، وتحدثت فيه عن أهمية المشاريع الكبيرة على شكل أحياء متكاملة الخدمات، والأسبوع الماضي لفت انتباهي المبادرة التي أطلقتها أمانة مدينة الرياض لتبني ودعم 9 مشاريع سكنية يطورها القطاع الخاص بمدينة الرياض وهي بالمناسبة مشاريع سكنية وتجارية على مساحات كبيرة ومكتملة الخدمات يقوم بتطويرها شركات تطوير عقاري كبرى ، وتحتوي على ما يقرب من 105 آلاف وحدة سكنية ، خبر يثلج الصدر ومبادرة تستحق التقدير والإشادة بها .
فتسهيل عمل القطاع الخاص وبالذات الشركات الجادة، التي تعمل على الاستثمار في المشاريع الإسكانية الكبرى يحتاج إلى مثل هذا الدعم والمساندة في تنفيذ مشاريعها الحيوية.
إن مفهوم التطوير الشامل الذي تبنته وأعلنته أمانة مدينة الرياض هو ما تحتاج إليه مدن المملكة، وهو العلاج الأفضل لمساعدة المواطنين وهم المستفيد النهائي وتمكينهم من تملك مساكنهم في مشاريع حيوية تتوافر فيها أساليب الحياة العصرية، ودعم القطاع الخاص من قبل أمانات المدن وتسهيل عملهم لتنفيذ المشاريع الكبرى مثل مشاريع الأحياء السكنية المتكاملة بلا شك سيمكن هذه الشركات من توفير كثير من الوقت والجهد والتفرغ لتنفيذ هذه المشاريع. وسيكون حافزا لكثير من المستثمرين المحليين والأجانب للإقدام على الاستثمار في مشاريع الإسكان الكبرى بالمملكة، التي تقدر بمئات المليارات من الريالات.
إن الاستثمار في مثل هذه المشاريع وإقامتها له مزايا كثيرة والعيوب لا تكاد تذكر والبناء بأسلوب متكامل قد يكون الحل الأمثل للمساهمة في حل أزمة الإسكان من خلال زيادة المعروض من الوحدات السكنية، التي ستكون بالآلاف، وحتما ستساعد على المنافسة وتوفير الخيارات وتخفيض التكاليف وتوفير كثير من الجهد والمال للأطراف كافة. المستفيد من هذه المشاريع الجميع، المستثمر والمطور والمستفيد النهائي والحكومة بلا شك.
لقد عانينا كثيرا العمل الفردي والعمل التجاري لبعض الأفراد والمؤسسات، الذي تضرر منه كثيرون، وعانينا البناء العشوائي وتعطيل تنمية الأحياء وكثرة الحفريات وتأخير وصول الخدمات.
  ومع هذه المبادرة يمكننا القول إن التغيير والتغيير الإيجابي، الذي نادينا به كثيرا قد بدأ فعلا، فالعمل التقليدي لم يعد مجديا والعالم من حولنا يتقدم ويتطور ونحن في أمس الحاجة لمثل هذا التغيير. المهم هو الاستمرار في تبني مثل هذا الفكر ومتابعة تنفيذه ودعم الجادين في التطوير ومساندتهم لأنها ستعود بالفائدة على الجميع . وهل سنرى مبادرات من قبل أمانات المدن الأخرى لتبني التطوير الشامل ومساندته.
تحية لمعالي أمين مدينة الرياض وفريق عمله في الأمانة على هذه المبادرة لفكرة التطوير الشامل في عاصمتنا الحبيبة، والشكر موصول للجميع لتبني مثل هذه المبادرات، التي بلا شك ستسهم بشكل كبير في حل مشكلة ظلت تؤرقنا طويلا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي