اجمع قرشك واشتر بيتا جاهزا

[email protected]

نواجه إخوة وأصدقاء كثر ومن مختلف الشرائح والطبقات في المعارض والمناسبات أو في الأماكن العامة وتدور الحوارات حول قضايا تهم الجميع في المجال العقاري، الأسبوع الماضي وأثناء فعاليات معرض الرياض للعقار تحدثت مع بعض الإخوة حول مختلف شؤون وشجون العقار الأراضي والمساكن والرهن العقاري والتمويل وقروض صندوق التنمية العقاري والغالبية تطلب الرأي والمشورة وبدورنا نجتهد بإعطاء الرأي بحيادية قدر الاستطاعة.
أكثر ما آلمني سؤال أحد الإخوة وقد استوقفني وأنا لا أعرفه وطلب مني الإجابة عن تساؤلاته التي رماها واحدا تلو الآخر، وملخصها هل نشتري أرضا ثم نبنيها على مراحل أو نشتري فيلا جاهزة بالتقسيط؟ هل نشتري الآن أم ننتظر حتى تهدأ الأسعار أو تنخفض؟ وهل يمكن الاستفادة من نظام الرهن العقاري الجديد ومتى سيبدأ تفعيله؟ وما سبب ارتفاع الأسعار بهذا الشكل؟
وقبل الإجابة عن تساؤلاته طلبت منه أن يجيب هو عن أسئلتي لماذا جئت للمعرض؟ فقال جئت أملا في أن أجد مسكن من خلال عروض الشركات في معرض الرياض وهو الأكبر في المملكة لعل وعسى. وما الذي تبحث عنه؟ ابحث عن فيلا دوبلكس في موقع محترم وبسعر جيد .. وأين الموقع المحترم وما السعر الجيد من وجهة نظرك؟ الموقع شرق أو شمال شرق الرياض، وبسعر 600 ألف ريال.
هنا توقفت عن الأسئلة عند هذا الحد أو التعليق على إجاباته لأنها لن ترضيه وستحبطه بسبب السؤال الأخير، هذا حال معظم المواطنين، حلم السكن الذي أصبح كابوسا مزعجا أرق الكثيرين وسيؤرق الجيل الحالي والجديد.
المشكلة أكبر من أن أختصرها في مقالة أو لقاء فهي متشابكة ومتعددة الأطراف بين القطاعات الحكومية المعنية والقطاع الخاص والمواطن نفسه فهم يشتركون في هذه المشكلة التي إن لم توفر لها الحلول العاجلة وطويلة الأمد فستصبح أزمة يعانيها الجميع على المديين المنظور والبعيد.
عموما نصيحتي لصاحبنا بأنه ما دام معظم الأنظمة غير مكتملة أو مطبقة والأسعار على هوى السوق والتجار والدلالين والمضاربين فأنصحك أن تنتظر وتجمع قروشك حتى تعمل شركات التطوير على المشاريع التكاملية وتبيع وتقسط وبإجراءات سهلة وميسرة ويتبعها الأنظمة والبنوك وشركات الوساطة والرهن العقاري.
وإلا سنكون تحت رحمة السوق وتقلباتها ومن يتحكم فيها ويديرها ونقع في مطبات التضخم والتعثر والفقاعات والعجز عن السداد.
الاستعجال والاندفاع وراء حمى المضاربات وتضخيم الأسعار للأراضي ومواد البناء والمقاولات غير المبررة ستدفعنا إلى التوقف قسريا لأنها ستصل إلى سعر يصعب اللحاق به والاعتماد على ميزانية حقيقية لإكمال المسكن الذي استغرق أو سيستغرق جمع ميزانيته 30 أو 40 عاما على الأقل لمن استطاع أن يدخر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي