جزر البندقية .. هل بالإمكان أفضل مما كان؟
وأخيرا أسدل الستار على مساهمة جزر البندقية بانتهاء المزاد على بيع الأرض يوم الخميس الماضي. أنا لست بصدد مناقشة المساهمة وما مرت به من أحداث طوال السنوات الماضية. وقد كتب الكثيرون عن هذه المساهمة منذ الإعلان عنها وحتى يومنا هذا بين مؤيد ومعارض منتقد وداعم للفكرة، وقد أخذت عدة مناح منذ الاكتتاب فيها وحتى إيقافها ثم بيعها بالمزاد العلني، وما دفعني للكتابة هي الطريقة التي تمت بها تصفية المساهمة.
قد تكون الطريقة هي أسهل وأسرع الطرق كون النظام ينص على تصفية المساهمة المتعثرة أو الموقوفة من خلال بيعها بمزاد علني ، ولكن ألم يكن بالإمكان أحسن مما كان؟
فكرة مشروع بهذا الحجم والمساحة وفي هذا الموقع بالذات لو تم استغلالها بطريقة أفضل لعادت بفوائد وعوائد كبيرة على محافظة جدة والمستثمرين والمستفيدين النهائيين من هذه الفرصة الاستثمارية الجيدة، وحتما ستوفر العديد من فرص العمل للمواطنين وستكون نقطة جذب لكثير من الاستثمارات والمشاريع في المناطق المجاورة جنوب جدة، خصوصا أنها في منطقة لا تتوافر فيها أي مشاريع وجدة بالذات تفتقد لمثلها إذا ما علمنا أن شمال جدة لا يتوافر فيه فرصة مماثلة وبالسعر نفسه.
ألم يكن من الأفضل البحث عن حلول تعود بالفائدة على الأطراف كافة المستثمر والمساهمين والمستفيدين من المشروع بعد تنفيذه ؟ مثل تأسيس شركة للمشروع ودخول المساهمين كمؤسسين وتكوين محفظة استثمارية لتنفيذ البنية التحتية على الأقل وبيعها كأراض سكنية وتجارية واستثمارية ولو بعد عدة سنين؟ أو إقامة مشاريع سياحية وسكنية كون المنطقة بحاجة ماسة إلى مثل هذه المشاريع.
أعتقد أن المساهمين أو غالبيتهم كانوا سيوافقون على ذلك، مع فتح الباب لمن يود أن يبيع أسهمه للراغبين في الشراء من الشركة كمساهمين جدد وبسعر السوق.
نعتصر ألما عندما نرى مثل هذه الأفكار والفرص التي نحتاج إليها ويحتاج إليها اقتصاد الوطن وبقوة لا تنفذ أو تقف عند حاجز البيروقراطية، أو يعتريها بعض الشوائب بسبب قلة قد لا يهمها إلا نفسها تعمل على تعطيل التنمية والتطور في بلادنا من حيث تدري أو لا تدري، كم من مشروع وفرصة ومصنع هاجر إلى دول مجاورة ونفذ بفكر ومال سعودي؟ الأمثلة كثيرة.
لم يتضرر المساهمون في جزر البندقية فقط !! بل السوق العقارية هي المتضرر الأكبر فالإحباط والكسل أصاب الكثير من المشاريع التي وقف بعضها عند الفكرة مما أوجد نوعا من عدم الثقة بهذا القطاع الحيوي.
أتمنى التوفيق لمشتري أرض البندقية، وأنصحهم بالاستفادة من فكرة المشروع حتى ولو بشراء حقوق الفكرة والتصاميم من صاحبها، ودراسة إمكانية تنفيذ مشروع مماثل يعود بالفائدة على الجميع.