بناء الإنسان
تبنى البلدان بالإنسان لا بالبنيان. لقد استثمر وطننا الغالي مئات البلايين لبناء الإنسان، مردود بعضه إيجابي والآخر مردوده سلبي. ويمكن أن نضرب أمثلة واقعية في تخصصات مهنية متعددة فعلى سبيل المثال، في ظل الطفرة المالية الهائلة التي يعيشها الوطن الغالي، قليلا ما نجد من أبناء وطننا محترفي استثمار وتمويل، فجل من يعمل في هذه الحقول غير سعوديين، ويتقاضى بعضهم مرتبا يعادل ما يتقاضاه 100 شاب سعودي مجتمعين ويتمتع وعائلته بمستوى معيشي راق؛ من تعليم لأولاده، وضمان صحي عالي المستوى، وسكن في أرقى المجمعات، ووسائل نقل من أحدث موديلات السيارات، بينما يُعلم شبابنا (أحيانا جبرا)علوما لا تفيدهم ولا تفيد الوطن. وأزعم أن لديهم القدرات الذاتية على تعلم مثل هذه المهن التي يجب أن نهتم بتعليمها وإتقانها وتدريبهم في المجالات التي تخدمهم وتخدمنا، بدلا من تعليمهم علوما هي المنتجة للبطالة حقا، وما ينطبق على الاستثمار ينطبق على الطب والهندسة والصيدلة وعلوم الحاسب الآلي وغيرها.
إن واقع الحال يُلزم المسؤولين ببناء استراتيجية تعليمية هدفها خدمة اقتصاد الوطن بشكل إيجابي بدلا من زيادة طوابير طالبي العمل، كما يجب وبسرعة إعادة تأهيل من ورط أو تورط وعُلم مجالات هامشية والله أعلم.