الخصوصية.. لله درك يا وطني

[email protected]

الرهان على الاستثمار في القطاع العقاري في السعودية أمر محسوم في المستقبل المنظور أو البعيد، وأنا أراهن على النجاح في كل المجالات المرتبطة بصناعة التطوير العقاري وما يرتبط به من أنشطة تجارية أو مكتبية أو سياحية. كثيرا ما نتحدث وغيرنا عن الخصوصية في بلدنا والكثير يعتبرها عقبة في طريق التقدم وجذب الاستثمارات الدولية، ومع الأسف إنه ينظر إلى الجانب السلبي منها.
ولمن يفهمنا فهي أمر إيجابي خصوصا أن المملكة هي مهبط الوحي وقبلة المسلمين في أصقاع الأرض كافة وبها الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف ويؤمها الملايين سنويا بهدف العمرة والحج.
قد يكون هناك نوع من البطء في إصدار التصاريح والموافقات للمستثمرين السعوديين أو الأجانب في المملكة على الدخول للاستثمار في السوق السعودية، وقد أجد لهم العذر في ذلك فالمملكة ليست جزيرة أو مدينة سياحية تهدف إلى استقطاب السائحين وتشغيل فنادقها ومنتجعاتها ومواطنيها لجذب السائحين وإنفاق ملايين الدولارات على الملاهي والملذات.
فالمملكة لديها السياحة الدينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة للزوار والمعتمرين والحجاج، وهناك السياحة البريئة لزيارة المواقع الأثرية والمدن الرئيسة في المملكة مثل الرياض وجدة والدمام والطائف وأبها والجبيل وبعض المحافظات، وأهل البلد لديهم خصوصية التربية الإسلامية التي نشأوا عليها.
والاندفاع في مثل هذه الأمور غير محمود في كثير من الأحيان، واربط الخصوصية بصناعة العقار فنحن بلد محافظ ولدينا خصوصيتنا الإيجابية التي نعتز بها مثل عدم الاندفاع وراء كل ما هو جديد قبل أن نتأكد من فاعلية وجدوى هذا الجديد. الانفتاح على الاستثمار العقاري والاستثمار في المشاريع العقارية والسياحية في المملكة يجب أن يكون مقننا ويتفق مع عاداتنا وتقاليدنا ويجب أن يكون متوائما مع خطط الدولة طويلة المدى وهذا ما نشهده حاليا.
المستقبل للمملكة، وأنا أراهن مرة ثانية على ذلك، فالتطور محسوب الخطى هو سيد الموقف، وليس الاندفاع وجذب السياح بأي طريقة، فمن السهل أن تفتح منتجعا سياحيا على جزيرة حالمة أو مدينة ساحلية، وتعلن عنها وتجذب السياح لهذا المكان وتقدم لهم الخدمات كافة مثل الملاهي والمراقص والنوادي الليلية خصوصا من يعاني البرد القارس في بلده أو حديثي الزواج والباحثين عن الاستجمام والراحة.
ولدينا الكثير من هذه المواقع على شاطئ البحر الأحمر أو الخليج العربي ويمكن أن تستقطب السياح والحالمين بالشمس والجو المعتدل ولدينا المرتفعات الجبلية والمصائف الجميلة مثل الطائف والباحة وعسير وجازان والتي يمكن أن تجذب ملايين السياح سنويا ولكن لدينا الخصوصية.
والخصوصية ليست عيبا إذا كانت بالمحافظة على تعاليم ديننا بل هي تاج على رؤوسنا، ومرحبا بالخصوصية إذا كانت على هذا المنوال وسنبقى مطالبين بها إلى الأبد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي