الحوار.. بين التميز والثقافة! الدخيل أنموذجاً
في البدء لابد من الإشارة إلى مدى الإعجاب الذي يحظى به الزميل الإعلامي تركي الدخيل من قبل قطاع عريض من المشاهدين والمهتمين بالفكر داخل الوطن العربي. هو إعجاب ينطلق من "الكاريزما"الحوارية المتميزة التي يملكها الدخيل وكذلك الطرح المختلف الذي جعله محل قبول المشاهدين، وبما أضفى عليه اختلافا ميزه كثيراً عن غيره.
الدخيل الذي بات من مشاهير الإعلام التلفزيوني العربي، نال شهرته من خلال طرحه للمواضيع الأكثر تميزاً، وحتى تلك المثيرة للجدل، بحيث إنه لم ينطو تحت اتجاه واحد بل أثار غبار السياسة والفكر والرياضة، والشأنين الاقتصادي والاجتماعي، وتجاوز إلى الاختلافات الأيديولوجية.. وجميعها نالت الاستحسان والقبول، ولاسيما أنها لامست واقعا مهماً في منظومتنا العربية، وكأنه يرفع عن كاهل البرامج العربية المجاملة والتباكي وحتى الإثارة المبالغ فيها التي عليها كثير من برامجنا الحوارية العربية.
الدخيل وبعفويته المرتكزة إلى ثقافة عالية ، خلق ساحة فاعلة للتحاور بين المذيع والمجيب وأسهم في تأصيل نمط حواري جديد دون تشنج أو انفعال، وحتى سخرية أو انتقاص من الآخر، هو وعبر برنامجه يسهم في تأكيد الحوار المنطقي الهادف ، مع إضفاء نظرة أكثر عقلانية لأجل الخروج بنتاج مفيد من الحوارات التلفزيونية ، تلك التي جعل منها البعض ميداناً للاختلافات والتشاتم، مما أوقعها في شرك الانغلاق مع إسهامها في تأصيل عدم الاحترام بين المختلفين . ما أعجبني أكثر في الدخيل أنه استطاع أن يسهم في تغيير نظرة المجتمع العربي بصفة عامة والخليجي بصفة خاصة في كثير من الأمور وإلى كثير من الشخصيات من خلال جعلها أكثر وضوحاً وانفتاحا أمام المشاهدين إلى جانب الكثير من تسليطه الضوء على قضايا مختلف عليها ومهمة بحيث إنها تكاد تكون غامضة.
الأهم في الدخيل وبرنامجه إضاءات هو ذلك الاحترام الكبير الذي يكنه لضيوفه مهما كانت اتجاهاتهم أو حتى مدى اختلافه معهم، حقيقة فالدخيل وبرنامجه أنموذجان قائمان لمن يريد أن يستزيد من المعرفة، ومن يرغب في التعلم من كيفية فن الحوار التلفزيوني.