الانضباط سيد الموقف Discipline

[email protected]

تصل إلى المطار وتستقبلك الروائح الكريهة، موظفون عبوسين كأنهم في مأتم، الغالبية ترمقك بعين الشك والريبة، بعض العمالة والموظفين ينتظرون أن تخرج ما في الجيب لتسهيل إجراءاتك، سائقو الأجرة يتسابقون عليك ومن يكسب الجولة يأخذك إلى حيث تريد وبتسعيرته الخاصة، لا يكف عن الحديث ويزعجك بالقصص والمآسي التي واجهها ويواجهها في حياته طمعا في مبلغ يضاف إلى فاتورة التوصيلة.
هذا حال بعض الدول العربية والآسيوية وأوروبا الشرقية. لذا عند زيارتك الأولى لها يتولد لديك الإحساس بعدم الأمان والراحة منذ البداية فتقرر عدم العودة إلى هذا البلد مرة أخرى.
تجد الدولة لديها كل مقومات السياحة مثل المعالم السياحية ووسائل الجذب وتصرف الحكومة مليارات الدولارات لتوفير البنية التحتية من مطارات ووسائل نقل وفنادق ومنتجعات ومراكز تسوق ومعارض، ولكنها لا تهتم بتطوير وتثقيف مواطنيها وموظفيها ممن لهم علاقة مباشرة بالسياح والزائرين والقادمين بغرض العمل وتهيئهم لثقافة مبنية على الابتسامة والترحيب بالأجانب ومساعدتهم وخدمتهم فتجدهم يسيئون إلى سمعة البلد ويصبحوا عوامل طرد لفرص كثيرة تعول عليها هذه الدول في زيادة دخلها القومي خاصة إذا كان اعتمادها على السياحة أو الاستثمار فيها.
ما الذي يجذبنا لمدينة أو دولة ما ويجعلنا نعود إليها مرة أخرى؟ و ما الصورة الذهنية التي ستتكون عنها؟
شكل المطار ونظافته ومدى ترتيبه ومعاملة موظفي الجوازات والجمارك ونوعية وسائل النقل هي بداية الانطباع، كل ما تحتاج إليه عندما تزور دولة أو مدينة أن تحس بالراحة والأمان والخدمة مقابل ما تدفعه من مال منذ وصولك للمطار وانتهاء بمغادرته.
مدينة مثل دبي أصبحت تجذبك لهذه الأسباب فمنذ وصولك حتى مغادرتك وأنت تستمتع بوقتك سواء ذهبت من أجل العمل أو كسائح فردا أو عائلة، برغم السلبيات الأخرى التي تطرأ مثل ارتفاع الأسعار وزحمة الطرق لكنك تستمتع بالخدمات المقدمة أينما ذهبت فكل شيء منظم والاحترام متبادل بين الجميع بقوة النظام حتى لمن لا يرغب في ذلك أو في نفسه شيء. فالعمالة الآسيوية والعربية والأجنبية الموجودة عندهم تختلف عن بقية الدول مع أنهم يعملون في المجال نفسه فالاهتمام بالنظافة وحسن المعاملة واحترام الطريق واحترام السائح والتعامل بلطف هو سيد الموقف. ليس في الأمر سر إنما هو الانضباط Discipline الملزم للجميع اعتمادا على العقود الموقعة قبل القدوم إلى الدولة من مبدأ العقاب والثواب.
المملكة - ولله الحمد - تتمتع بميزات تنفرد بها مثل وجود الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة والسياحة الدينية يمكن أن يعول عليها الكثير، لدينا الأمن والأمان لدينا المواقع الأثرية والشواطئ الطويلة والجميلة والأجواء المعتدلة معظم أيام السنة في الوسط والشمال والجنوب والغرب فهل نستفيد من التجارب ونستغل مثل هذه المكتسبات ونهيئ لسياحة ترفيهية بريئة ودينية مع الانضباط في كل شيء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي