الإرادة والإدارة وقصص النجاح
تساؤلات كثيرة ترد إلي من إخوة اعتز بآرائهم وملاحظاتهم وطلبهم المشورة في بعض الأحيان وغالبا ما تكون حول الاستفادة من قصص النجاح في تطوير الذات، التي نتفق على أهميتها.
الأخ يوسف العطاس من الرياض وعمره 23 عاما وهو من الشباب الطموح أرسل لي متسائلا: كيف أستطيع أن أكون ثروة وأصبح شخصية عقارية مرموقة، وقال إنه يعمل في شركة عقارية حاليا في مجال التسويق وفي بداية حياته العملية. والأخ محمد الظفيري الذي كثيرا ما يتحفنا بتعليقاته يطلب أن أكتب عن قصص النجاح لشركات وأفراد وبالتحديد في مجال التسويق العقاري. أقول للإخوة الأعزاء أن هناك قصص نجاح عديدة وفي مجالات متعددة صناعية وتجارية وعقارية يمكن الاستفادة منها وأخذ العبر منها في فنون وأساليب الإدارة والتسويق.
هناك كتب تتحدث عن قصص نجاح لأفراد وكيانات يطول الحديث عنها ولكن معظمها يدور حول عدة عناصر رئيسة أهمها وجود الإرادة مع فن الإدارة، وتتمثل في رؤية الفرد أو الشركة التي يجب العمل من خلالها بعيدا عن الاجتهادات الشخصية والقرارات الارتجالية وهناك الطموح للوصول لهذه الرؤية أو الأهداف التي تحققها حتى ولو كانت من العيار الثقيل، بمعنى آخر أن تعمل بطريقة مختلفة وتبني عملك على أساس دراسة واقع الحال والتنبؤ بالمستقبل والاستفادة من تجارب الآخرين والاستفادة من الكفاءات والخبرات التي تساهم في تحقيق الأهداف كل في مجاله.
هناك شركات كانت على حافة الهاوية عائلية ومساهمة وفردية ولكنها انتفضت وتبنت التغيير الذي لا بد منه مع تطور وتقدم أساليب ووسائل التقنية وتطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ونجحت في تخطي العقبات والتخلص من العمل بالأساليب التقليدية التي كانت سائدة، وهناك أناس ما زالوا يراوحون مكانهم.
سلسلة من الكتب ألفها أشخاص حققوا النجاح بعد سنوات من العمل الشاق والطويل وما زالوا يعملون مستشارين ومدربين في شركات عالمية مثل ستيفن كوفي صاحب سلسلة كتب العادات السبع، وهناك نماذج عربية وإسلامية مثل مهاتير محمد باني أمجاد ماليزيا، وهناك النموذج الحي الذي لفت أنظار العالم لمدينته ودولته وهو الحاكم والقائد الناجح والإداري المحنك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي استطاع في فترة وجيزة أن يقلب المعادلة ويجعل من دبي الصحراوية أنموذجا يحتذي في دول العالم كافة وفي مختلف مناحي الحياة من خلال رؤية واضحة والعمل الجاد على تحقيقها والإشراف شخصيا على سير العمل والمتابعة المباشرة. واليوم نرى كيف أصبحت دبي تجذب الجميع في جميع مناشط الحياة. إن قراءة سيرته وكتبه جديرة بالاهتمام والمتابعة والاستفادة منها للوصول إلى قناعة بأنها الإرادة والإدارة.