لا تدعموا من يتاجر بأموال البسطاء
وصلتني رسالة مطولة من أحد الإخوة يشرح معاناته مع السوق العقاري وعدم ثقته به بدءا من مشكلة المساهمات العقارية والمشاريع التي لم تنفذ أو تصفى منذ سنوات وانتهاء بالموضات الجديدة لشركات الإسكان وشركات التقسيط والتمويل التي لا يثق في أي منها على حد قوله، وأيضا انعدام المصداقية في السوق بشكل كبير وخوفه من العمل في بيع وشراء الأراضي بسبب عدم استقرار السوق وارتفاع الأسعار ومشكلات بعض الأراضي، ومن مقتطفات الرسالة حديثه عن ـ بعض ـ الأشخاص الذين استغلوا المواطن البسيط واستولوا على أمواله وأنهم مازالوا يسرحون ويمرحون في السوق وبأموال المساهمين وبعضهم خارج المملكة يعمل في الأسهم والعقار، ويطلب من الجهات المعنية إيقافهم والحجز عليهم حتى يسددوا أموال المساهمين والمشترين.
اتفق معك يا عزيزي على أهمية محاسبتهم، وأذكر أني كتبت مقالا قبل عدة سنوات بعنوان شيخ بندر العقار والتسويق العنتري وتحدثت فيه عن مشكلاتنا من أناس ابتلينا بهم لا يفقهون من الاستثمار العقاري سوى الاسم، وللأسف أنهم صالوا وجالوا في السوق العقاري لسنوات حتى تأثر سلبا وانعدمت فيه المصداقية إلى يومنا هذا، وللأسف مازال هناك بعض العقليات المستنسخة وبعضهم يدير شركات كبرى ومساهمة ومشاريعهم تسير على عكاز.
ونحمد الله أن الدولة ومنذ ثلاث سنوات ضيقت الخناق على من يغامر ويتاجر بأموال البسطاء وأوقفتهم عند حدهم ولم نعد نر الاستثمارات الوهمية ومشاريع الورق.
شيخ بندر العقار وفطاحلة التسويق العنتري ومن على شاكلتهم والمستنسخين منهم يعملون اليوم خلف الكواليس وباستخدام الواجهات من المديرين أو الشركاء كما هو حاصل في سوق الأسهم ولا هم لهم ألا أنفسهم ومن بعدهم الطوفان، المهم يمكننا إيقافهم بأسلوب عدم الاندفاع معهم سواء المساهمات الشخصية أو الاستثمار معهم أو الشراء منهم إذا أعلنوا عن مشاريعهم .. وللعلم فمعظمهم اتجه للعمل في مشاريع الإسكان سواء المشاريع السكنية أو الأبراج وبتحالف مع جهات داخلية وخارجية. المطلوب هو عدم شراء مساكن من شركات أو أفراد إلا بعد التأكد من مصداقيتهم والسؤال عنهم ورؤية المشروع على الطبيعة.
وهناك موضة مشاريع الاستثمار طويل الأجل من خلال استئجار أراض غالية السعر وفي مواقع مميزة ولمدد تصل إلى 25 سنة بهدف استثمارها لهذه المدة وتسليمها للمالك بعدها وهناك مشاريع أعلن عنها منذ سنوات ولم يتم فيها شيء حتى يومنا هذا.
كفانا خسائر من مشاريع الوهم العقارية وإحباطات سوق الأسهم الذي تضرر منه الكثيرون وعلينا الحذر والحيطة، أما العائدون من مستثمري الوهم والمستنسخون فأقول لهم اتقوا الله في البسطاء وأحسنوا إليهم وكفاكم جمعا للأموال بالباطل وستقعون لا محالة إن عاجلا أو آجلا، وأحمد الله أنهم قلة في السوق العقاري.