مشروع السيارة الخارقة (كلّف بلايين الدولارات ولكن)

[email protected]

أقيم حفل كبير من أجل جيل جديد من المركبات في حديقة البيت الأبيض عام 1993م أعلن فيه الشراكة الاستراتيجية بين أكبر ثلاث شركات أمريكية من أجل صناعة السيارة الخارقة.
جرى الاتفاق في سابقة غير مألوفة على أن تقوم المختبرات الوطنية التابعة للحكومة الأمريكية وصانعو السيارات (شركة فورد وشركة كلايزلر وشركة جنرال موتور) بالعمل معاً خلال عقد من الزمن (عشر سنوات) من أجل صنع سيارة تتمتع بأقل معدل ممكن من استهلاك الوقود - وبما يعادل ثلاثة لترات لكل 100 كلم, وبمعدل منخفض لانبعاث الملوثات, وبمواصفات عالية بما يخص الأداء والأمن والسلامة والراحة والسعر وتتسع لخمسة ركاب.
كانت فكرة سديدة ومشجعة للابتكارات والاختراعات وتوجيهها في مجالات تخدم البيئة والإنسان عن طريق تمويل البحوث وتطويرها في مجال التقنيات التي يتوقع أن تكون عوائدها الاقتصادية ذات جدوى عالية. أنفق على المشروع بليوني دولار, دفعت الحكومة نحو نصفها ولكن بعد مضي فترة من الزمن اكتشف خبراء الشراكة أنه أمر بعيد المنال، إذ إنه لا يمكن إنتاج سيارة تحقق الأهداف المنشودة لأن الأهداف المراد تحقيقها لم تكن واقعية على الإطلاق.
في الوقت الذي تحاول فيه شركات الشراكة الطموحة صناعة عربات الهجين والفوز بالكأس الذهبية والتحكم في سوق السيارات, كان اليابانيون يصنعون سيارة هجين أخرى تعرف باسم سيارة (بريوس) Prius من صنع شركة تويوتا. ليست سيارة خارقة كما تطمح إليه الشركات الأمريكية؛ لكنها سيارة صغيرة تستهلك وقودا بمعدَل جالون/ 63 إلى 83 كلم. وهذه السيارة يمكن أن تكون القاعدة الصلبة التي ينطلق منها بناء سيارات المستقبل.
يتوقع رئيس مجموعة العمل الفنية الخاصة بالشراكة لدى وزارة التجارة الأمريكية, وهي الهيئة الحكومية صاحبة الصدارة في المشروع، أن الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص بخصوص سيارة المستقبل ستحقق نجاحاً باهراً, بشرط أن تكون معتدلة الأسعار ورفيقة بالبيئة. كان هناك تنازل عن معدل استهلاك الوقود مقابل تحقق التطلعات المتوقعة من السيارة الخارقة، وذلك بتحسين التنافسية التصنيعية بوجه عام, والإتيان بتقنيات جديدة من أجل تحسين كفاءة الوقود المستهلك ومستوى انبعاث الملوثات.
هناك توصيات ومعايير عالمية خاصة بانبعاث الأكاسيد والجسيمات الدقيقة تعرف بتوصيات EPA وتوصيات ومعايير تعرف باسم Tier2. توصي وكالة EPA بألا تزيد انبعاثات الأكاسيد على 0.2 جرام في الميل الواحد وألا تزيد الجسيمات الدقيقة على 0.04 جرام في الميل الواحد .ولكن هناك مواصفة عالمية خاصة بالانبعاث تعرف باسم ULEV صدرت من قبل مجلس الموارد الجوية في كاليفورنيا, تقضي بألا تزيد نسبة انبعاث الأكاسيد على 0.05 جرام / ميل وألا تزيد نسبة انبعاث الجسيمات الدقيقة على 0.01 جرام / ميل.
يفترض أن تحقق معظم السيارات المبيعة في الولايات الأمريكية بحلول عام 2010 مواصفات EPA وTier2, ولكنها لن تحقق الحدود المطلوبة في مواصفة ULEV. قد تؤدي هذه الحقيقة إلى استحالة تطبيق مواصفة ULEV في سيارة المستقبل الخارقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي