أنقذوا حديقة الأنعام الجميلة!
لمن لا يعرف.. حديقة الأنعام الجميلة، هذه الحديقة الرائدة التي أنشأها أحد الإخوة المواطنين الصالحين على أكثر من 20 ألف متر، كان بالإمكان الاستفادة من هذه الأرض الكبيرة والمميزة التي تقع على ملتقى شارع التحلية في مدينة جدة، والطريق السريع جدة – مكة المكرمة. ومن يعرف جدة يعرف ما لهذا الشارع من قيمة عقارية وتجارية، حيث يرتفع سعر المتر فيه يوم بعد يوما كل هذا لم يغر أخانا المواطن العاشق جدة وأهلها وأقام لهم على هذه المساحة الكبيرة مع استئجار ثلاثة آلاف متر من أمانة جدة لزيادة المساحة لتكون حديقة حيوان جميلة تخدم أهل جدة وبالذات أطفال المدارس الذين يزورونها يوميا وفق برنامج تقوم على تفعيله مدارسهم لتعريفهم بالحيوانات سواء كانت أليفة أو العكس المهم هنا المعرفة والتسلية البريئة التي يمارسها الأهالي وأطفالهم نهاية الأسبوع وفي الإجازات الرسمية ولك أن تتخيل عزيزي القارئ قيمة الدخل نظير الرسوم الرمزية وما يصرفه المالك على صيانة ورعاية وإعاشة هذه الحيوانات ناهيك عن المصاريف الإدارية والتشغيلية وخلافه.
كل هذا يقوم به هذا الرجل الذي يستحق من أهل جدة وأمانتها كل التقدير والاحترام والشكر لمساهمته الإيجابية في تنمية جدة بمشاريع تحتاج إليها.
ولكن كالعادة. نحن لا نشجع على الاستثمار ولا نشجع أبناء الوطن ليس كلنا يفعل ذلك بل البعض ومن هؤلاء البعض للأسف أمانة جدة التي طالبته بماذا؟ طالبته بإخلاء الموقع العائد لهم من أجل منحه مستثمرا آخر ليقيم عليه مركزا تجاريا، ولا أدري كيف لنا أن نمنح مستثمرا على أنقاض مستثمر آخر يقوم بواجباته الاستثمارية ويدفع الرسوم والإيجار بانتظام كما نطالبه أيضا بهدم هذه الحديقة فليذهب بها إلى أم السلم مثلا أو إلى الجحيم، لا يهم المهم أن ينفذ الأوامر التي تفرض بطريقة مجحفة ولا تمت للعدل بصلة وأزيدكم بيتا من قصيدة الأمانة العصماء التي نظمت في هجاء الحديقة بأن أهل الحي قد قدموا شكوى ضدها. وهذه الشكوى عندما تأتي من الجيران تعذرهم ولكن حتما لا بد ألا نعذر الأمانة وخبراء البيئة فيها، حيث ثبت في كل الدراسات والإفادات والتقارير التي حصل عليها المالك من كل الجهات ذات التخصص تؤكد أن حدائق الحيوان لا تؤثر بيئيا في السكان وأن هناك حدائق شهيرة مثل حديقة حيوان مصر في حي الجيزة الشهير وحديقة لندن في الهايد بارك وحديقة جنيف وحديقة الرياض وحدائق أخرى كثيرة صديقة للبيئة، ولقد رأيت بأم عيني ملف القضية بين الأمانة والمواطن الذي طرق كل الأبواب بدءا من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وأمير منطقة مكة المكرمة - وفقه الله - ومحافظ جدة - رعاه الله - والجميع من المسؤولين قابلوه واستمعوا لشكواه. وطلبوا إفادات حول ذلك إلا أمانة جدة.
حتى كتابة هذا المقال لم يحظ بمقابلة الأمين - وفقه الله - وليس أمامه إلا تلبية الدعوات التي تصل من كل الجهات وأولاها دبي هذه الإمارة التي ترحب بشدة بكل من قذفته مدينة جدة لها، ما هذا؟؟ وكيف لنا أن نسمح لمشاريعنا التنموية والترفيهية ليستفيد منها الآخرون على حساب العجز المتراكم، فلا أمانة جدة أقامت حديقة جدة، ولا تركت الآخرين يسهمون في تنميتها وتحسين خدماتها، إنها قضية تدفع الجميع للمشاركة في حلها والأمل في ولاة الأمر كبير.
خاتمة:
حقا لا خير ولا كفاية شر!!