بوابة المملكة الشرقية
في أول زيارة لي مع الأهل للمنطقة الشرقية منذ أكثر من 30 عاما كنت في المرحلة الابتدائية وكان الوالد - رحمه الله - منتدبا من قبل وزارة الزراعة والمياه، وأقمنا في سكن موظفي محطة التجارب الزراعية في القطيف وهو عبارة عن سكن نموذجي – كمباوند – فيه خبراء أجانب وعرب وأقمنا فيه ثلاثة أشهر، كانت الظهران، أرامكو، والخبر سكن الخواجات وكان التنظيم يسود هذه المناطق وكنا منبهرين من نظافتها وشوارعها الجميلة والمشجرة، وكنا نذهب إلى شاطئ نصف القمر نهاية الأسبوع، كانت هذه الأيام من أجمل أيامنا وبعد أن عدنا إلى الرياض كنا نحكي القصص لأقراننا عما رأيناه.
ومنذ عشرات السنين تميزت المنطقة الشرقية بجذب الزائرين والباحثين عن الرزق، وتوطن فيها العديد من أبناء الوطن من مختلف المناطق، وقد اكتسبت ميزة فريدة تكمن في توسطها دول الخليج العربي، وما بين الأمس واليوم أصبحت هذه المنطقة من بلادنا الحبيبة لها نكهتها الخاصة حيث تعد الخيار الأول والأفضل لمعظم أهالي المنطقة الوسطى لقضاء عطلة الأعياد والإجازات المدرسية وعطلة نهاية الأسبوع بحكم قربها وسهولة الوصول إليها بالسيارات والقطارات ووجود الشواطئ النظيفة والأحياء النموذجية والتنظيم الجيد.
والمنطقة شهدت نهضة عمرانية كبرى واهتماما من قبل الدولة بتأمين البنية التحتية لها من طرق ومرافق والاهتمام بوسائل الجذب السياحي مما دعم توجه القطاع الخاص للاستثمار في جميع المجالات الصناعية والتجارية والسياحية.
واليوم أصبحت المنطقة الشرقية من الظهران والخبر والدمام إلى الجبيل تمتلك مقومات المدن العالمية المتطورة وأضحت محط أنظار المستثمرين، كونها تشهد نموا وازدهارا عقاريا لإقامة المشاريع العملاقة مثل المدن السكنية والسياحية والترفيهية والأسواق والمجمعات التجارية.
ومن عوامل الجذب للمنطقة الشرقية وجود آبار النفط والمدن الصناعية وصناعة البتروكيماويات والموانئ مما أسهم في وفرة فرص العمل وزيادة الهجرة إليها لطلب الرزق، وهذا أدى إلى زيادة الطلب على المساكن والمرافق الخدمية المساندة والمشاريع التجارية والسياحية.
والمستقبل سيكون لهذه المنطقة وستكون محط أنظار العالم بإذن الله، حيث من المتوقع أن تشهد نهضة عمرانية كبرى خلال السنوات المقبلة تؤهلها لتحتل مراكز متقدمة عالميا.
ولا يفوتني أن أنوه بأن أكثر ما يجذبك إلى بوابتنا الشرقية طيبة أهلها وبساطتهم وتواصلهم وتقديرهم واحترامهم للغريب قبل القريب.