كوكتيل كلام 3
حتى في الإجرام هناك إبداع مذموم ! سرقة الجوالات من بين الأيادي والهرب جرياً على الأقدام أو على الدراجة النارية، أصبح فعلاً عادياً متوقعاً في شوارعنا. آخر النصائح التي قرأتها لتفادي سرقة الجوال هي تجنب التحدث به في الشارع أو السوق ونحن نسير على الأقدام. (وياكثرة الذين يستحقون سرقة جوالاتهم لأنهم تخصص استعراض شوارعي أو أسواقي) ! وينصح بقفل باب السيارة والنافذة لو كنا بالداخل نستخدم الجوال، فقد تطورت إبداعات الخاطفين لدرجة كسر الزجاج وخطف الجوال والركض بالاتجاه المعاكس. وبالنسبة للسيدات، يجب توخي الحذر بوضع الحقائب تحت العباءة والسير على الرصيف وحقيبة اليد في جهة المحال. وإذا حصل وسرقوا الجوال (بعد كل هذا) فاستعوض الله وتحمّل القهر وقم بالتبليغ فوراً لإيقاف الشريحة وتعطيل الجهاز. أقول - كما يقول كاتبنا الكبير عبدالله الجفري - يا أمان الخائفيـن !
أتذكر أبي كثيراً هذه الأيام .. أتخيله يضمني فتذوب جبال من الهم والحَزَن .. أريده أن يعود ليربط لي جديلة شعري كما كان يفعل عندما أتهيأ للذهاب إلى المدرسة. وأسترجع نظراته الفرحة عندما كنت أُزف في حفلة عرسي .. وأتذكر السرور على محياه عندما حمل أول طفل لي بين يديه، مُكبِّـرًا في أذنيه بالأذان والإقامة. أبي الذي يساند إن تخاذلتْ أمامي كل الدنيا.. ويشد من الأزر إن كَثُرَتْ عليَّ المواجـع .. ويعلمني كيف تمنح الطيبة في زمـن العـوز ... رحل كما فعل الكثير من الأعزّاء الآخرين..وكما سيحدث لنا نحن اللاحقين ... وترك شوقاً يفتت الصدور. واليوم رغم أني راشدة، أخبرك أبي عن مشاعر اليتـم... وأنه نَمَتْ لي ألفُ جديلة ...ولا يوجد حولي أمشاط... وما عادت الرجال تحقق أحلام النساء ... ولا سبيل لي... إلا التصبر والاشتيـاق إلى لقـاء .. رحمك الله.
توني بلير سيغير مذهبه (يا جماعة) ؟! كان مسيحياً بروتستانياً خالصاً والآن بعد تركه رئاسة الوزراء ،سيغير إلى الكاثوليكية في قداس خاص يقيمه كبير أساقفة ويستمنستر في إنجلترا لينضم إلى زوجته وأنجاله الأربعة الذين يتعبدون في الكنيسة الكاثوليكية. يحكم المذهب البروتستانتي كنيسة إنجلترا التي تتزعمها الملكة إليزابيث الثانية. ويحظر القانون الصادر عام 1829م علي أي كاثوليكي تولي منصب رئيس الوزراء. السياسة والمنصب أجلتا قراره عشر سنوات؟ حتى تغيير المذهب تحكمه المصالح والمكاسب ! مستر بلير .. قلِّب فؤادك حيث شئت.. قد فعلت ما فعلت بالعراق !
هاهو اللقاء الأول من نوعه بين خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- وبين بابا الفاتيكان بينديكتوس السادس يتصدر واجهة الإعلامين العربي والغربي. ويكون من ثمرات الزيارة الإعلان عن "تجديد الالتزام بالحوار بين الثقافات وبين الأديان بهدف التعايش المثمر والسلمي بين البشر والشعوب وأهمية التعاون بين المسيحيين والمسلمين للنهوض بالسلام والعدل والقيم الروحية والأخلاقية ". أظن الوقت حان لتبصير أولادنا (جيل الغد) بمفاهيم وأصول الحوار مع الآخرين. لا بد أن تحتوي مناهجنا في المرحلة الثانوية ( وبعد تثبيت العقيدة في مراحل التعليم الأولى ) على معلومات عن الأديان والعقائد الموجودة في العالم. واجبنا هو التسلح بالمعرفـة قبل كل شيء. قولوا لي بالله عليكم، هل تعرف طالبة المرحلة الثانوية الفرق بين المذهب الكاثوليكي والمذهب البروتستانتي ؟ هل يعرف أحدهم اسم بابا الفاتيكان الذي يمثل أعلى سُلطة دينية مسيحية ؟ كم عدد العقائد في العالم ؟ وما الملل والنِحل الموجودة على وجه البسيطـة؟ أتساءل ياترى من منا قادر على عرض الإسلام أو التعريف به بشكل جيد يرد الشبهات ويفنّد الادعاءات المنتشرة في الغرب؟ الحوار فريضة وليس فضيلة لذا فالدور القادم المنوط بنا كمسلمين ،هو نشر الوعي والمعرفة وليس التعصب والتطرف والانعزال عن العالـم.
فقط في السنتين الماضيتين، غمرني حنانٌ أبويٌ دافق عوّض اشتياقي إلى وجه أبي ...غمرني نبل مليكي وابتسامته الشامخة فحمدت الله أن وهب الوطن حنان أبٍ كريم يسع شعبه وشعوب العالم ... واثقة بأن مشاعر مماثلة تغمر قلوب ملايين آخرين مثلي ... حفظـك الله وسدد خطـاك أبا متعب.
دمتم ومن تحبون بخير.