صندوق النقد .. " اسأل مجرّب ولا تسأل صندوق"

[email protected]

سأحاول الابتعاد عن التعليق وأكتفي فقط بسرد المطالب السابقة ونتائجها لهذا الصندوق الذي أصبح صندوقا كرتونيا بالنسبة للكثيرين سواء في آسيا أو أمريكا الجنوبية وحتى بعض الدول الأوروبية. وفيما يلي بعض التناقضات:
قبل عدة أيام صدر عن صندوق النقد الدولي تقريره الفصلي الذي حذر من تفاقم مشكلة التضخم في منطقتنا، وطالب التقرير حكومات دول منطقة الخليج العربي بتقليص مصروفاتها والحد من نفقاتها الاجتماعية!! والغريب أن هذا الصندوق نفسه ومنذ نهاية عام 2003م استمر في حث دول المنطقة على تقليص حجم الدين العام، بل إن السيد رودريجو راتو رئيس صندوق النقد الدولي امتدح دول المنطقة في أعقاب الزيارة التي قام بها للمنطقة بنهاية عام 2005 وبالتحديد خلال خطابه الذي ألقاه في جدة يوم 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2005م حيث قال .. "إن دول المنطقة وخاصة المملكة العربية السعودية تقوم بدور جيد من خلال ضخ فوائضها التي حققتها ما بين 2004 و2005 لتقليص حجم الدين العام وللاستثمار في البنية التحتية، وتقوم بتطوير وتحديث قطاعات مثل الصحة والتعليم، وأيضا الاستثمار في البرامج الاجتماعية. ونحن نقدر ما تقوم به المنطقة من خلال الاستثمار في رفع قدراتها الانتاجية لضخ مزيد من النفط في السوق العالمية".
وبالفعل هذا ما حدث فقد تم ضخ مفاجئ وسريع لرؤوس أموال حصلت عليها دول المنطقة من فوائض مبيعات النفط في تقليص حجم الدين العام مما أدى لارتفاع حاد في نسب السيولة، فهل لهذا الارتفاع المفاجئ في نسب السيولة دور في ارتفاع نسب التضخم؟ في اعتقادي نعم وكذلك كان له أيضا دور رئيسي في الارتفاع الحاد الذي شهدته بورصات الأسهم خلال عامي 2004 و2005م. وبالنسبة لموضوع البورصات فقد حذر السيد راتو رئيس صندوق النقد الدولي بنهاية عام 2005م من الارتفاعات المبالغ فيها وطالب بالحد من سهولة حصول الأفراد على قروض وتسهيلات، وبعد ذلك حصل ما حصل. لا حول ولا قوة إلا بالله، هم يقدمون النصائح وعند فشلها يتناسونها ويحاولون لوم دول المنطقة على بروز التضخم !!!
وفي تجارب الآخرين الكثير من العبر حيث نجد أن الصندوق وبسبب النصائح المتناقضة كان له دور في انهيار أسواق المال في العديد من المناطق حول العالم، الأزمة الاقتصادية لدول جنوب شرق آسيا عامي 1997 و1998م وانهيار النظام المالي لدول مثل الأرجنتين والبرازيل وغيرهما. لذلك نقول "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي