"شيــخ النشاليـن" – التائب
"النشال" في اللغة هو "الخفيف اليد من اللصوص", الذي وصفه الشاعر :
في بطء (كخطوة سارق)
ويدبر في جري كركضة هارب
وشاعر آخر يصف "ملهمته النشالة"
يـــا رب لــص ناهـب
وهو من الحسن ملء عيني
يرنو إلى سرب الظباء "لحظة"
فيسرق الكحل من العيـن
"والملهمات النشالات" قصصهن كثيرة عند الأدباء عموما والشعراء خصوصا، وليس من التقوى ذكرها في رمضان المبارك، وأعود للنشال (الخفيف اليد من اللصوص), الذي قال عنه علي الجارم:
غاص من الآثام في آسـن
يكرع ملء الفم من مــره
كم ضاق من شقوته عصره
وضاق بالسخط على عصره
مدرسة "النشل" وسل المدى
أسسها الشيطان في جحـره
و"النشال" في التراث الشعبي قصص طريفة مثل قصة : (شيخ النشالين) الذي كانت تجلس بجانبه في (الباص) فتاة جميلة وحينما نزلت من (الباص) أسرع خلفها قائلا إنها نشلت محفظته.. – وهذه أول مرة يصبح شيخ النشالين منشولا- وبناء عليه فإنه أيضا "نشل" محفظتها ومعها محفظته المنشولة – وأكرمها بأن أعطاها ما نشل منها وفوق ذلك أعطاها كل ما في محفظته... وكانت بداية قصة حب بينهما وقصة (توبة) أيضا وقصة (زواج) كانت ثمرته الأولى (مولود) لوحظ فيه أن (يده اليمنى مقبوضة دائما) وعجز الطب والطبيب والطب الشعبي أيضا عن حل تلك المشكلة، ويشاء الله أن تأتي قريبة لها تداعب ذاك الطفل بأسورة ذهب ولامست بها (يده المقبوضة) التي سرعان ما فتحها الطفل وسقط منها (خاتم) .. وعرف فيما بعد أن ذلك الخاتم للقابلة التي أجرت عملية الولادة وهكذا يصدق المثل القائل (ابن الوز عوام).
وكان (شيخ النشالين) قبل توبته قد تعرض لنشال يتحداه وينافسه (على المشيخة) وكانت هناك "حمامة" – راقدة على بيضها - في قمة نخلة عالية فقال له شيخ النشالين (دعنا نرى استطاعتك إحضار البيض من تحت الحمامة بحيث لا تحس بك رغم اهتزاز النخلة..) وفعلا استطاع هذا النشال إحضار البيض دون أن تحس الحمامة ولكن خجل لما عرف أن (شيخ النشالين) صعد خلفه ونشل (كلسونه) منه دون أن يحس بذلك.
وقصة ثالثة تروي قصة ثلاثة رفاق كانوا في طائرة تسبح في الفضاء ليلا.. وأرادوا أن يعرفوا أين تسبح الطائرة.. فأخرج أحدهم يده وأعادها قائلا وهو يشمها نحن فوق (ألمانيا) بدليل رائحة المصانع التي علقت بيدي... وبعد فترة أخرى أخرج آخر يده وقال نحن الآن فوق (فرنسا) بدليل "روائح" العطور التي لامست أصابعي ... وبعد فترة أخرى أخرج الثالث يده وقال نحن فوق (بلاد يكثر فيها النشالون)... قالا له وكيف عرفت؟ قال .. (ساعتي انتشلت).