هل نضب النبع؟
يشتكي بعض طلبة التعليم العالي من قلة استفادتهم من خبرات الأساتذة والمحاضرين في مختلف التخصصات. هذه الخبرة التي ينشدها المتعلمون منهم ترتبط بعدد سنوات التدريس التي يقضونها، وعدد الطلبة الذين ينتظمون في محاضراتهم.
عندما يلخص المحاضر كل هذه التجارب ويقدّمها لطلبته بشكل مناسب ويلغي الأخطاء السابقة والخطوات الممتدة للوصول لنتيجة يمكن اختصار الوقت للوصول إليها، ييسر للمتعلمين مزيدا من الوقت للتركيز على المعارف الجديدة والتركيز على مستجدات العصر في تخصصاتهم.
فيعلق البعض على كثرة أوراق العمل والأبحاث القصيرة التي يقدمونها بأن الوقت لا يتسع للمحاضر الإطلاع عليها وإبداء مرئياته في أحيان كثيرة.
فينتهي بهم الأمر إلى العمل الكثير دون تغذية تثير بهم حماسة إكماله أو تصويب أخطائهم فيه. راجعة
تقول معلمة للمرحلة الإبتدائية عن تجربتها في التدريس وكيف أن الانطلاق للتعليم لأول مرّه يكون مشحوناً بالحماس يعطي فيه المعلمون كل ما لديهم لطلبتهم وذلك بسبب قلة خبرة الأطفال في كثير من المجالات، هؤلاء يقدمون للأطفال الدهشة الأولى في تعلم الأشياء.
أما عندما يصل المتعلم لمراحل متقدمة ( وهذه من تجربة شخصية ) تصبح المعارف التي ينشدها أكثر عمقاً وتركيزاً، لا يبحث عن المبادئ والأوليات بقدر ما يبحث عن طرق للتفكير وتوظيف العلم لخدمة الحياة.
بعض الأساتذة يحسّون بالندية مع طلبتهم فيصبح المحافظة على قدر من المعلومات ( خفياً ) نوعا من الحاجز الرسمي بينه وبين طلبته ، فهو في بعض الأحيان لا يوفر لهم مصادر تعلم أو بحث مجدية للمجال الذي تقع فيه دراستهم فينتهي بهم الأمر للتشتت.
نحن لا نطالب المحاضرين بما يفوق طاقتهم، بل نبحث عن حلول تسهّل تعلّم الطلبة الذين وصلوا إلى مرحلة دراسية لا تحتاج إلى كثير من الواجبات المكدسة بلا مردود يذكر!