العالم يكشر لإسرائيل

كسبت إسرائيل كثيرا من استراتيجيات العرب التي أبرزتها الدعاية الإسرائيلية وخاصة صغر مساحتها أمام محيط كثيف من الأعداء. ولذلك فقد كانت سيول التأييد لإسرائيل تنهمر في جميع المصادمات بينها وبين العرب رغم غيها وبغيها وضراوة قسوتها. وباستثناء أحداث بسيطة استنكرها البعض مثل صابرا وشاتيلا وجنوب لبنان كانت الكفة في صالح إسرائيل.
أما الآن وبعد أحداث غزة التي شهدت الوجه الحقيقي والقبيح لليهود إذا ما تمكنوا فإن العالم بدأ يتساءل عن أوجه الشبه بين الهولوكوست الغزاوي وما تدعيه إسرائيل عن تعرضها للقمع النازي.
وتعاني إسرائيل وتجأر بالشكوى لأن الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية تسلط الأضواء على حقيقة الممارسات الإسرائيلية. وقد رفعت المنظمات الدولية قناع الخوف والإحراج والتجاهل وشرعت توجه أصابع الاتهام لهذا المجرم الطليق الذي يقتل الأطفال والنساء والشيوخ.
وقد كان للمنظمات غير الحكومية وعلى رأسها هيومان رايتس ووتش Human Rights Watch موقف جدير بالتقدير عندما أبرزت وحددت طبيعة الجرم الإسرائيلي المتمثل في انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة.
أما منظمة العفو الدولية فقد أعلنت أن إسرائيل ارتكبت كل أنواع الجرائم التي أنشئت هذه المنظمة للتنديد بها من تدمير البيوت واستخدام الأسلحة غير المشروعة والحبس العشوائي والتعذيب النفسي والبدني وحرمان المواطنين من حقوقهم الأساسية في الغذاء والماء والدواء والعلاج. والجديد في الأمر أن أعدادا من اليهود ذوي الضمائر الحية تهاجم إسرائيل بشدة حتى أن نيويورك شهدت نشاطا ملحوظا لجمعية مقاطعة إسرائيل من يهود نيويورك الذين عرفوا دائما بنصرة إسرائيل مهما بلغ غيها وظلمها. بل إن هناك أصدقاء تقليديين لإسرائيل يصفونها بالإفراط والتهور والمبالغة واستغلال التأييد الأمريكي التقليدي لممارسة سلوكيات لا يقبلها إنسان.
كان من نتيجة ذلك تعاظم التأييد للفلسطينيين وهو في تصاعد منذ الانتفاضة الثانية، ولم تفلح الورقة الإسرائيلية المهترئة التي تسميها "معاداة السامية" لكل من يتجرأ على انتقاد جرائمها وبطشها.
وأكبر من يعاني من جراء التعنت الإسرائيلي هم جماعات الضغط الموالية لإسرائيل، حيث لا تجد قواعد أو أسسا تستند عليها لاستقطاب التعاطف مع إسرائيل.
وكما قال كريس جالواي "إذا كانت هناك معركة كسب الصورة والتأييد بين إسرائيل والفلسطينيين، فإن الفلسطينيون هم الرابحون".
والطريف كما يقول نشأت أقطش أنه رغم عدم قيام "حماس" أو السلطة الفلسطينية بأي جهود أو خطط إعلامية أو حملات علاقات عامة فإنهم يربحون معركة التأييد الإعلامي. أما إسرائيل فتقول إن العرب يحاربون في ثلاث جبهات: أرض المعركة وأروقة الدبلوماسية ووسائل الإعلام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي