قصة الثور الذهبي
يحكى في سالف العصر و الأوان و قبل حدوث أم الأزمات ومهلكة كهل العائلات ، أن بورصة وول ستريت قد استيقظت في أحد أيام على ثور عملاق (فاقع اللون) يقف على درجة باب صالة التداول – وهو تمثال من البرونز وزنه ثلاثة أطنان ونصف وطوله 16 قدماً صنعه نحات من جزيرة صقلية الإيطالية ووضعه خارج بورصة نيويورك للأسهم وأعلن أنه رمز ميلاد " قوة الشعب الأمريكي".
تجمع مئات الأشخاص الذين أخذوا يدورون حول تمثال الثور ذي القرون الطويلة والذيل الذي يشبه السوط، وهم يحدقون فيه بإعجاب ويمسدونه و يأخذون صورا تذكاريتا معه.
ولكن رمزية الصورة فٌقدت في مديرية الشرطة التي قالت إن "الثور التمثال" لم يحصل على ترخيص وأنه كان يعيق حركة المرور في تقاطع وول ستريت وبرود ستريت المزدحم وحتى في بورصة الأسهم التي استأجرت شركة للشحن قامت بنقل هذا الشيء الهائل.
وفي نهاية اليوم، انخفض متوسط مؤشر داو جونز ب 14.08 نقطة. وبينما تحدث المحللون عن قوى اقتصادية غامضة، كان الكتبة والخبراء الموجودون على أرصفة شارع الأحلام في البلد يتحسرون على إزالة الثور الهائج الذي صنعه الفنان أرتورو دي موديكا.
وفي مساء يوم الخميس قام دي موديكا وبعض أصدقائه بتحميل ثورهم الذهبي على شاحنة، وتوجهوا به إلى حي المال المهجور ووضعوا هذا العمل الفني على أحد الأرصفة في شارع برود،خارج مبنى البورصة بمواجهة وول ستريت. وقد استغرق انجاز هذا التمثال من قبل هذا المهاجر الصقلي نحو سنتين وكلفه أكثر من 350.000 دولارا. إلا أن ابن المافيا الإيطالية جنى من وراء ثوره الذهبي ملايين الملايين من جراء حقوق الدعاية و الإعلان.
وقد يفاجأ القارئ عندما يعلم أن الدافع وراء بناء هذا التمثال كان لجلب الأمل لجموع المستثمرين في أعقاب انهيار سوق الأسهم في عام 1987. ولكن يبدوا أن التاريخ يعيد نفسه الآن !!