فرانك الصغير والأحدب الكبير

كان الخبر الرئيسي لموقع قناة سي. بي. إس التلفزيونية ليوم السبت 7/3/2008 هو ظهور الغوريلا الصغير فرانك إلى جمهور حديقة الحيوان في مدينة سان دييغو الأمريكية لأول مرة في حياته بعد أن كان قد ولد في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.
ولم تنس المحطة أن تبث كيفية ظهوره وتاريخ والديه، دون أن تهمل كتابة الأكلات المفضلة لديه، والمعاملة الجيدة جدا التي يتلقاها، غير عابئة بآلاف الأطفال العرب وغير العرب الذين لا يجدون ما يأكلونه ولا ما يضمهم بعد أن هدم الظالمون بيوتهم.
أما ما أسر قلوب سكان هونج كونج يومي الأربعاء والخميس 18 و19 من آذار (مارس) الحالي، فكان حوتا أحدب ضالا سعى للابتعاد عن حارات الشحن المزدحمة في المستعمرة البريطانية السابقة.
واحتلت محنة الحوت الذي يبلغ طوله عشرة أمتار عناوين نشرات وسائل الإعلام المرئية والمقروءة في المدينة على مدي يومين، ما أسهم في صرف الانتباه عن الأخبار الاقتصادية الكئيبة، وفقا لما بثته وكالة الأنباء الألمانية، التي أضافت أنه يعتقد أن الحوت الأحدب وهو أول حوت تتم رؤيته في مياه هونج كونج قد انفصل عن مجموعة من الحيتان المهاجرة من مياه المنطقة الاستوائية التي مكثوا بها خلال فصل الشتاء إلى القطب الشمالي لقضاء فصل الصيف.
وما أكثر المهاجرين (الضالين) الذين لم يجدوا مكانا لأطفالهم بينما يحظى هذا الحوت بالاهتمام الكبير.
ولفتت الوكالة إلى أن الخبراء يعتقدون أن الحوت بصحة جيدة وأنه إذا تمكن من الوصول إلى المياه المفتوحة فسينجح في الانضمام إلى الحيتان الأخرى ويواصل طريقه تجاه القطب الشمالي.
إنهم يهتمون كثيرا بصحة الحوت الذي يملك وطنا كبيرا بحجم المحيطات لا يجرؤ أحد على احتلاله وتقتيل أبنائه، بينما ينسون صحة الكثيرين الذين أنهكهم الجوع وطاردتهم الأمراض والأوبئة وحاصرتهم البيئات القاتلة.
خبرا فرانك الصغيروالحوت الأحدب يؤكدان من جديد مدى اهتمام الإعلام الأمريكي والعالمي بقضايانا العربية، وبخاصة الفلسطينية منها إذا ما توافقت هذه الأخبار مع قصف إسرائيلي.
الإعلام الأمريكي يتناسى عدد العرب المظلومين والمكلومين ويتذكر فرانك الصغير أو سقوط قطعة خشبية لم تصب أحدا بأذى في عسقلان من جراء صاروخ فلسطيني.
فليهنأ فرانك الصغير والأحدب الكبير بالعيش سعيدين في ظل هذا الاهتمام، وليستمر أطفال وكبار العرب ضحايا للإهمال الإعلامي الأمريكي والعالمي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي