من سعودية الغد؟

تظهر الإحصائيات الأخيرة التي صدرت عن مصلحة الإحصاءات العامة لعام 1425هـ، أن المرأة السعودية تمثل نحو 49.6 في المائة من إجمالي عدد سكان المملكة، الأمر الذي يعني أنها تمثل نصف المجتمع، ويؤكد ضرورة اضطلاعها بمسؤولية كبيرة في تعزيز قدرات المسيرة التنموية التي تعيشها البلاد، بما يتناسب, بطبيعة الحال, مع قدراتها ومؤهلاتها العلمية والعملية والفسيولوجية.
إن المجتمعات المتحضرة هي التي لا تخشى تفوق المرأة، بل تدعمها وتراعي احتياجاتها وتضع لها البرامج التطويرية والخطط التنموية التي تمكنها من العيش مع الرجل في تكامل وتعاون على البر والتقوى، لأنها تمتلك قناعة راسخة بأن تكريم المرأة الحقيقي لا ينحصر في ترديد الشعارات الشهيرة بأنها "جوهرة مصونة" أو يشفق عليها من الانغماس في خشونة الحياة بهدف حمايتها واحترامها، بل يؤمن بأن تكريمها الحقيقي هو في تمكينها وتعليمها ودفعها إلى صفوف القوى العاملة الوطنية؛ مؤهلة للعمل والإنتاج، وقادرة على خوض التحديات المهنية والتنمويةً، ومتعددة الخيارات وعلى دراية بحقوقها، لأن التأهيل الاحترافي لمهارات الشابة السعودية أولوية تنموية حتمتها إرادة التغيير، ومن هنا كان الدعم الإيجابي من الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز لرعاية وحضور ملتقى "سعوديات الغد", الذي حرصنا على عقده يوم الخميس الماضي في دار الحكمة كمبادرة وطنية تنموية تسعى إلى تشجيع ثقافة الإنجاز وتحفيز طاقات الإبداع وقوة الإرادة وسلوكيات العمل الإيجابية في شخصية الشابات لمواجهة قوة التحديات المستقبلية, وطرح الملتقى مجموعة من الحلول الإيجابية وأفكار إبداعية لتمكين الشابات من الانطلاق بثقة في صناعة الغد الوطني من خلال إدارته حوارات نشطة تفاعلية مع نخبة من الشخصيات النسائية الوطنية الشابة الرائدة في المجتمع السعودي.
ولكن ما ملامح سعودية الغد التي نتحدث عنها؟
إنها مواطنة تمتلك مشاعر إيجابية عن ذاتها ونحو مجتمعها، ومهتمة بأن تكون عضوا فاعلا في صناعة الغد الوطني، تتحرك وفق أجندة تحترم الثوابت والتعاليم الإسلامية وتسعى إلى تحقيق وجود تكاملي لا تصادمي مع شريكها الرجل، كما أنها تدرك خصوصيتها الثقافية وأهمية مساعيها, وتمتلك الشعور بمسؤولية دورها لكونها تتمتع بتفكير تفاؤلي نحو المستقبل يدفعها للسعي المستمر نحو تطوير قدراتها وتقديم أداء لافت يستحق فتح المغلق وتوسيع الدوائر وتجاوز المعوقات السابقة.
استشارية برامج تمكين المرأة

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي