هرمون التوتر
نسمع كثيراً بالمفردة "كورتيزول" ولكننا لا نتعرف على العجائب التي تصنعها في أجسادنا إلا بعد أن نقع تحت سيطرة التوتر.
تفرز الغدّة الكظرية هرمون الكورتيزول بمستويات طبيعية ليعطي الجسم القابلية على التكيف والصدمات العنيفة وتحولات المزاج وبالتالي يحافظ على ضغط الدّم متوازناً، وما إن يجتاز المعدّل الطبيعي ارتفاعاً حتى تبدأ عدة مشكلات صحيّة بالظهور، منها اضطرابات النوم واختلال المناعة والاكتئاب، وكمظهر جسدي واضح يزداد حجم منطقة البطن بالتناسب طردياً مع معدلات الكورتيزول.
من حسن الحظّ أن معدلات الهرمون الضارة يمكن خفضها ببساطة بالاسترخاء وهو الفعل المعاكس للتوتر، فبمجرد زيادة عدد الساعات التي نقضيها في النوم سواء خلال الليل أو على هيئة قيلولة قصيرة يتقلّص معدل الهرمون بمقدار النصف تقريباً.
والزيادة التي أتحدث عنها تكون ما بين ساعتين وثلاث ساعات يومياً توزع بحسب ما يتطلبه أسلوب الحياة، أي أنه بقضاء ست ساعات في النوم ليلاً وقيلولة بامتداد ساعتين سنصل إلى الاسترخاء الذي ننشد.
في دراسة أجريت بالمعهد الألماني لصحة الطيارين على مجموعة من الطيارين ينام كل منهم بمعدل ست ساعات وأقل خلال مناوبتهم الأسبوعية، وُجد أن معدلات الكورتيزول في الدّم لديهم قد ارتفعت بنسبة ملحوظة واستمر الارتفاع على مدى يومين متتاليين ، ممّا أثر في أدائهم الذهني والجسدي بشكل عام.
إضافة إلى تنظيم ساعات النوم يمكن التوصل لخفض نسبة الهرمون إلى أكثر من النصف بالجلوس مع أشخاص مرحين، وتبادل الأحاديث التي تبث السعادة في نفوسنا.
وهكذا ننتقل من أجواء ضغوط الحياة اليومية ومشكلات العمل والدراسة وغيرها للحديث عن شيء مختلف كتغيير.
فعل بسيط كالضحك من القلب سيساعد فوراً على خفض الكورتيزول إلى معدله الطبيعي ويحفظ لكم صحتكم، في المرّة القادمة التي يبدأ التوتر لديكم في التصاعد فكّروا بإيجابية واستقطعوا وقتاً للراحة.