"السيكورتي" الإعلامي في الهلال

ضحكت كثيرا البارحة، وأنا أقرأ خبر المركز الإعلامي لنادي الهلال عن المدرب الفرنسي تيجانا وحضوره للنادي والاطلاع على منشآته، وزادت حالة الضحك على المركز الإعلامي وأنا أشاهد توضيح الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس النادي في قناة "العربية" لقدوم المدرب إلى الرياض، وما انتهى إليه اجتماعهم به، والذي ذكر فيه أن المدرب بعد أن شاهد مقر النادي، والمسؤولين الذين سيتعامل معهم، طلب مهلة للتفكير حتى غد (السبت).
صدقا فقد ضحكت كثيرا على هذا المركز، وسبب ضحكي أنني خلال قراءتي لخبره الناقص الذي وزع على الصحف ولم يذكر فيه أي شيء سوى حضور المدرب واطلاعه على منشآت النادي, تذكرت رجل الأمن الصناعي "السيكورتي" الذي يقف عند بوابة النادي، فالمعلومة التي زود بها المركز الصحافة لا تتجاوز المعلومة التي يملكها "السيكورتي" الذي شاهد بالتأكيد قبل المركز حضور المدرب إلى مقر النادي، ورافقه في جولته.
كنت أضحك في البداية بخجل لأنه كان ينتابني هاجس بأن ما انطوى عليه الاجتماع بالمدرب، وقراره بشأن تدريب الفريق الأزرق، أمر سري تود الإدارة الاحتفاظ به، وما على المركز إلا أن يلتزم بهذا التوجه ويكتفي في خبره بذاك القدر، ولكن الضحك الخجول تحول إلى ضحك هستيري حين شاهدت توضيح الأمير عبد الرحمن بن مساعد للأمر كاملا في قناة "العربية"، وعرفت من خلاله أن الأمر لم يكن سريا، ولكن دور المركز الإعلامي لنادي الهلال لا يتجاوز دور "السيكورتي" الذي يخبر الصحف يوميا بمن حضر للنادي ومن تغيب.
حقيقة كنت في بداية تأسيس المركز الإعلامي الهلالي، وما صاحبه من بهرجة إعلامية أتوقع عملا احترافيا لإدارة نادي الهلال في تعاملها مع وسائل الإعلام، وكنت مخدوعا بذلك إلى درجة أنني في ذلك الوقت أضعت وقتي في اتصالات مع المركز لاستسقاء بعض الأخبار الصحافية، ولكن مع مرور الوقت بدأت قناعتي في هذا المركز تتحول تدريجيا إلى أن وصلت بي القناعة البارحة الأولى إلى أن المركز الإعلامي في نادي الهلال يقدم عملا آخر ليس بدوره، وهو كما ذكرت لكم دور "السيكورتي" في نادي الهلال الذي يقوم به الإخوة في الأمن الصناعي داخل النادي منذ أعوام طويلة.
هنا لا أقول إلا يا خسارة.. يا خسارة الآمال التي كانت تعقد على هذا المركز، ويا خسارة المال الذي بذل لإنشاء هذا المركز، ويا خسارة العمل الاحترافي في التعامل مع وسائل الإعلام داخل النادي الكبير.
كان الطريق سهلا نحو هذه الاحترافية، فلم يكن الأمر يتطلب سوى أن يبث المركز لوسائل الإعلام ما انتهى إليه اجتماع الهلاليين بالمدرب الفرنسي، ويوضح في خبره ما وضحه رئيس النادي مشكورا منتصف الليل للقناة الفضائية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي