خطوة باتجاه المستقبل (1 من 2)
حظيت بفرصة حضور ورشة عمل البدء بالتعلم المزيج المقامة على هامش المؤتمر الأول للتعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد.
والتعلم المزيج لمن لا يعرفه هو تقديم المحاضرات التعليمية بالطريقة التقليدية وجها لوجه مع تحويل جزء منها على شبكة الإنترنت مما يقلل من الوقت المستغرق داخل غرفة الدراسة ويتيح المادة التعليمية للطلبة من خلال الشبكة العالمية.
من أهم الإيجابيات التي يتميز بها التعلم المزيج هو إتاحة مزيد من الوقت للدارسين للبحث والإطلاع خارج غرفة الدراسة ومنح مزيد من الوقت لمن يتيسر لهم مواصلة الدراسة بسبب الانشغال بالعمل والأسرة.
أما عن كيفية دمج التعلم التقليدي بالتعلم المزيج والانتقال بسهولة ويسر من الاعتماد الكلي على المحاضرات الجامدة، يمكن أن يحول النقاش الاعتيادي في غرفة الدراسة إلى نقاش إلكتروني يضبطه الأساتذة ويحددّ له معايير الاستناد على مراجع وبحث علمي صحيح.
أو أن تسلّم أوراق العمل وتجرى الاختبارات القصيرة على الإنترنت ويتم تقييمها فورياً بمفتاح تصحيح يبرمج مسبقاً من قبل المحاضِر.
وفيما يختصّ بالمحاضرات نفسها يمكن إعدادها باستخدام برامج العروض وتسجيلها بالصوت والصورة أو بالنصّ فقط وإضافتها على الإنترنت لتكون متاحة للطلبة على مدار الفصل الدراسي.
من جهة أخرى يتسم التعلم بهذه الطريقة بالصعوبة أحياناً، خاصة للمحاضرين والطلبة الذين لا يملكون خبرة مسبقة في استخدام التقنية فهم بحاجة إلى تأهيل في هذا المجال أولاً حتى يمكنهم الاستفادة من الخدمات التي ستقدم لهم.
كما يتسم بالتكلفة العالية لتجهيز البرمجيات والمواقع الإلكترونية والمداومة على صيانتها والتي لا يتمكن من أدائها المحاضرون أنفسهم.
وفي حالة تمّ إدخاله على منهج تقليدي دون عمل التغييرات المناسبة يتحول المنهج المقدّم من منهج هجين إلى تقليدي ونصف، وهذا النصف الإضافي يطرح على الإنترنت ويأتي بمزيد من الجهد والمشكلات للمتعلمين.
لكنّه على الرغم من كلّ ذلك يعدّ خطوة مميزة لخدمة التعليم بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاصّ.