أساطير اليهود .. وهل قدر التاريخ يهودي؟
لا يمر علي اليوم واليوم، إلا ويرسل لي أخ فاضل خبر أهمية اليهود، ونجاحهم وسيطرتهم على العالم، وأنهم محور التاريخ وخير البرية، عقلا وتنظيما وذكاء وجمالا..
قال الأخ رياض إن اليهود هم من غيّر التاريخ ويسيطر على الإعلام، ويخرج السينما، ويحرر الأفكار ويبني الجامعات، وينتج الدواء والغذاء، ويطور الطب، ويكتشف أسرار الفيزياء والتاريخ، وأن اليهود هم من أسس علم الاجتماع، واكتشف دينمو الاقتصاد، وخبايا علم النفس، والحقنة الطبية ومعالجة الناسور الشرجي..
كل ذلك في أسماء لامعة، اقتطفوها من هنا وهناك، فتضيع على الغافل ويبلع طعمها الجاهل.
وخلاصة الموضوع لهؤلاء أن الأمر ليس هكذا؟ فقدر التاريخ، وعلم النفس، وقوانين علم الاجتماع ومحرك الاقتصاد .. إلخ، كله تراث بشري أسهم فيه كثير من الجنس البشري، واليهود بشر ممن خلق الله، فيهم الصالح والطالح، كانوا طرائق قددا.
ومن يسيطر على أمريكا ليس اليهود، بل الواسب WASP أي البروتستانت البيض، وهي فكرة استفدتها من اليساري جلال العظم.
كما أن أقطاب علم التاريخ ليسوا يهودا، والعمالقة منهم هم توينبي (مختصر دراسة التاريخ) وويلز البريطاني (معالم تاريخ الإنسانية) وشبنجلر الألماني (أفول الغرب) وديورانت الأمريكي (قصة الحضارة) وكلهم غير يهود.
وأن من هو أعظم من كارل ماركس؛ كان لينين، الذي قال: لقد فسر ماركس العالم، ونحن علينا أن نغيره، وفعلاً غيره، ولكن للأسوأ، فمات من خلف ديانتهم 200 مليون من العباد؟
ولولا لينين ما سمع الناس بماركس، ومن كان أعظم من المجرمين السابقين، هو سيئ الذكر (ماوتسي تونج) الصيني غير اليهودي، الذي أزهق أرواح ثلاثين مليونا من الأنام بالمسغبة مع خرافة الثورة الثقافية، فهلك الناس جوعا وغما!
وهكذا فاليهود وغيرهم من الناس يتسابقون في الشر، وبين أظهرنا من هو أسوأ كما جاء في حديث الفتن لحذيفة بن اليمان؛ دعاة على أبواب جهنم، من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا!!
ومن اخترع شلل الأطفال ليس يوناس سالك اليهودي وحده، بل معه بل سابين، فأخذ اسم لقاح البوليو (سابين ـ سالك).
وأن من عالج مرض الزهري بنجاح ليس دواء السلفارسان 666بيد ايلريش اليهودي النمساوي، بل البنسلين بيد فليمنج، فشفى الزهري تماما وكاملا وفي أي مرحلة.
وأن سيئ الذكر ماركس ليس من نادى بالشيوعية بل من احتضنه وآواه انجلز البريطاني غير اليهودي، فاشتهر هذا وخبا ذاك، كما هو الحال بين غاندي وعبد الغفور خان.
وبالمقابل فإن كيسنجر القبيح ذا الذنوب السبعة والخطايا العشر، مفجر الفتن وباعث الإحن، هو يهودي لا يرفع رأسا، بل نافث شرور، ولا أظن أنه في سجل الخالدين، إلا إن كان من أصحاب الجحيم، ولو ذهبنا نعد في مقابلات، من أنتج وعمل وخدم لما كان لليهود مزية، سوى أنهم عاشوا في مجتمعات قوية، منحتهم القوة؛ فالفضل في هذا للمانح وليس المستقبل، مثل حبة قمح تزرع في صحراء أو تربة إندونيسيا وغابات باناما؟ ومثل هذا حالة أحمد زويل المصري، فلو بقي في مصر، لكان يعلف الشعير للدواب في صعيد مصر، وفي أحسن الأحوال مصفقا في المظاهرات، أو نيابيا منافقا، أو أستاذ جامعة يكرر المتون الميتة. ومن جعل من سالك وستاربكس وفرويد وآينشتاين وماركس، هي تلك الأرض الطيبة من الفكر الغربي الذي حقق قفزة نوعية في الفكر الإنساني؛ فكان مثل اليهود من كان يركب جحشا أو عنزة فركب طائرة بوينج 747؟
ونحن في ظلمات الفساد والتردي والنكس الحضاري لا نفهم الأشياء، ولو قرئت علينا لم نفقه..