في معرض الكتاب (2من3)

تحدثت في مقال الأمس عن بعض مشاهداتي في معرض الكتاب الذي يقام حالياً في مدينة الرياض وتطرقت في حديثي إلى الرواية الجديدة للكاتب والصديق (محمد الرطيان), ولم أستغرب أبداً عندما علمت قبل كتابة هذه الكلمات أنها باتت تتصدر قائمة الروايات الأعلى مبيعاً بحسب ما ذكرت بعض المواقع الأخبارية الإلكترونية .
كما تطرقت بالأمس أيضاً إلى الإصدار الجديد للروائي والصديق عبده خال و وعدتكم بأن أكمل في هذا المقال ما توقفت عنده, ذلك لأن الحديث عن أبي وشل له نكهته الخاصة, فهذا الكائن المضيء والإنسان المفعم بالبياض لايمكن أن يتركك دون أن يعلق شيء من بياضه بروحك.
كان لقائي بأبي وشل مصادفة ومن دون أي ترتيب مسبق.. حدث ذلك بينما كان يقف بجوار الأخ خالد المعالي صاحب دار الجمل منتظراً وصول أول دفعة من إصداره الجديد الذي تأخر في المطار, وأذكرأن آخر لقاء جمعني به منذ سنوات طويلة, لكن ضحكته المعروفة سبقت عتبه لي , وهو يصفني أمام الحضور بأنني رجل أسير عكس اتجاه العمر, مما استدعى أن أردد سورة الفلق قبل أن تهوي بي عين روائي بحجم عبده خال زاده الله بياضاً وإبداعاً.
توجهنا بعد ذلك إلى المقهى المجاور لصالة عرض الكتب في مركز المعارض الجديد وهو مقهى جميل وفسيح وقد أعد بشكل جيد لاستقبال ضيوف المعرض, وفيه جمعتني طاولة واحدة مع الأصدقاء عبده خال ومحمد الرطيان وعبدالله العقلا مؤلف كتاب (تاريخ الإعلام في 500 عام), والروائي المصري أيمن شوقي, وغيرهم .
كان ذلك في نفس اليوم الذي تعرض فيه "خال" للمضايقات التي نشرت بعض الصحف أخباراً عنها, لكنه لم يكن متأثراً بذلك ولم يتطرق للموضوع نهائياً خلال حديثه طوال الوقت الذي أمضيناه معاً, ولذلك فلم أعلم عن الحادثة إلا من الصحف في اليوم التالي!

بعد ذلك توجهت برفقة الرطيان إلى صالة عرض الكتب مرة أخرى لنلتقي بالكاتب الجميل "عبدالله بن بخيت" الذي كان يستعد لمغادرة المعرض بعد نفاد كامل نسخ روايته الجديدة "شارع العطايف" من المعرض, وهي حادثة لم تحدث إلا لروايتين في معارض الكتاب التي أقيمت في المملكة هما رواية بنات الرياض لرجاء الصانع ورواية ابن بخيت والغريب أن الروايتين صادرتان عن نفس دار النشر "الساقي"!
وطالما أن الحديث عن دور النشر فيجب أن أشير إلى أنني لاحظت أن الإصدارات الجديدة لدور النشر المعروفة باتت أقل عدداً وجودة في هذا العام بخلاف الأعوام السابقة ولا أعلم حقيقة إن كان لذلك علاقة بالأزمة المالية العالمية أم بمقص الرقيب, وهذا لا ينفي طبعاً وجود استثناءات فقد لاحظت أن المركز الثقافي العربي هو الأغزر نتاجاً بين دور النشر العربية هذه السنة وعنده كان لقائي بعدد آخر من الأصدقاء الجميلين الذين سأتحدث عنهم في المقال القادم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي