المدرسة المنزلية (2 من 2)
تتنامى الحاجة إلى المدرسة المنزلية في المناطق التي تقع فيها عدة مشكلات تحول بين الطفل وبين الحصول على تعليم منتظم. من هذه المشكلات العيش في مناطق الحروب والنزاع السياسي إما بسبب غزو أجنبي أو بسبب نزاعات داخلية.
كما تلجأ الأقليات المسلمة في دول الاغتراب أحياناً إلى إبقاء أطفالها خارج المدارس النظامية وتقديم التعليم المنزلي لهم بهدف حمايتهم من الأجواء المشحونة بالعداء أو من تأثير الأفكار المخالفة عليهم.
وفي مناطق أخرى تظهر مشكلات مرتبطة بالبيئة الطبيعية كعزلة سكان الجبال أو تلك الغارقة في غزارة الأمطار ما يصنع أجواء غير مناسبة لخروج الأطفال من المنزل كل يوم وتعرض سلامتهم للخطر.
كما تشكل الدراسة المنزلية حلاً جيدا للأسر المتنقلة بين عدة دول بسبب عمل الوالدين أو دراستهم، فانتقال الطفل بين المساكن والمدارس يسبب له مشكلات نفسية واجتماعية لا يظهر أثرها إلا بعد حين.
وقد يكون سبب امتناع الوالدين من إرسال أطفالهم للمدرسة ببساطة اعتراضهم على ما يقدم في المدرسة من مناهج تحدّ من ذكاء الطفل وقدرته على الابتكار أو تضعه في قالب سلبي!
على الرغم من الإيجابيات والفوائد التي يجدها الآباء والأطفال في الدراسة المنزلية يبقى هناك سلبيات بأثر واضح، مثل قلة التفاعل الاجتماعي الذي يحصل عليه الطفل مع أقرانه في المدرسة الذين يأتون من شرائح مختلفة, فالمدرسة بيئة تكوين صداقات جاهزة وميسرة.
من جهة أخرى يمكن أن تتطور لدى الطفل اتجاهات متطرفة تجاه العالم الخارجي في أفكاره وطريقة تعامله بسبب اقتصار تعليمه على ذلك الذي يقدمه والديه وقلة الآراء التي تعرض عليه.
إذاً بعبارة أكثر دقة المدرسة المنزلية مشروع ناجح ومتميز لكنّها بحاجة إلى تطوير ودراسة أكبر وظروف خاصة لتحقق أكبر أثر إيجابي.