نورة الفايز .. هكذا نريد المرأة السعودية
لعل أبرز ما جاء به التعديل الوزاري الأخير أنه وضع امرأة في منصب رفيع لتكون مسؤولة عن تعليم بنات جنسها .. وفي ذلك إشارة إلى أن الطريق أمام المرأة في الوظائف الحكومية سالك وممتد إلى الأعلى ولاسيما في مجالات الصحة والشؤون الاجتماعية والتعليم العالي وكل جهاز تشكل النساء جزءاً من مكوناته لكي تصبح المرجع المباشر لهن. وسرور الجميع بتعيين نورة الفايز بالذات لأنها النموذج المشرف الذي نريده للمرأة السعودية التي يتم اختيارها لمنصب قيادي, فهي ليست ذلك النوع من النساء اللاتي يتعمدن الصدام والاستفزاز للمجتمع وخصوصيته وتقاليده, أقول ذلك وقد لاحظنا أخيرا أن بعض النساء هوايتهن الاستفزاز والسعي لمواقع وظيفية وهمية بمسميات رنانة تحملها بطاقات التعريف بهن, والهدف من ذلك الظهور .. ليس إلا. ويأسف العقلاء لإقحام المرأة نفسها في مجالات لا تناسبها ولكنهم يفرحون حينما يأتي التعيين مناسباً وحكيماً كما حدث بالنسبة للأستاذة نورة الفايز المعروفة بحزمها وجديتها في العمل والانضباط ويصاحب ذلك كله خلق رفيع في التعامل مع مَن يعملن معها .. هكذا تقول عنها إحدى الموظفات في معهد الإدارة العامة حيث كانت محطتها الوظيفية السابقة. وفي مقابلة لجريدة "الوطن" معها شددت نورة الفايز على أنها "بنت البلد ولذا فلن تزور الأقسام الرجالية التابعة لها, بل ستتحدث معهم عبر الشبكة التلفزيونية المغلقة"، وهذا إجراء مؤقت حتى يتم تأنيث جميع وظائف تعليم البنات وهو مطلب يتمناه الجميع وقد أكد عليه مجلس الوزراء يوم الإثنين الماضي.
وأخيراً: إذا وصلت المرأة إلى أعلى المناصب مع احتفاظها بحشمة المرأة المسلمة وجديتها فإن ذلك سيمنحها الاحترام ونحن نريد هذا النموذج المشرف لمن يتم اختيارهن في المراكز القيادية لكي نمسح من أذهاننا صورة المرأة العابثة المستفزة الباحثة عن الشهرة تحت شعار إعطاء المرأة حقوقها وحريتها.
مازن خياط .. نموذج مشرف للرجال
وكما تحدثنا عن نورة الفايز كنموذج مشرف للنساء في مجتمعنا فإن لدينا نموذجا مشرفا للرجال أيضا وهو الدكتور مازن فؤاد خياط الطبيب الحاصل على الزمالة الأمريكية في الأورام الليمفاوية, وقد عين عضواً في مجلس الشورى ضمن الأعضاء الجدد .. إلى هنا والخبر من الأخبار العادية, لكن ما يدعو للفخر بهذا الرجل كنموذج مشرف أنه تحدى الإعاقة حيث أصيب في حادث مروري قبل 18 عاماً وجلس على كرسي متحرك, ومع ذلك لم يحبط ويقبع في منزله ويركن للكسل كما يفعل شباب يتمتع بكامل صحته .. ولكنه شمر عن ساعد الجد واختار أصعب أنواع الدراسة في مجال الطب .. ثم توج ذلك بعضوية مجلس الشورى, إلى جانب استمراره في ممارسة تخصصه الدقيق في الأورام الليمفاوية.
تحية لهذا النموذج المشرف لشبابنا العصامي الذي يفخر به الوطن مع الدعاء له بالتوفيق تحت "قبة الشورى" اعتباراً من يوم السبت القادم.