وزارة ومجلس أعلى للشباب
مما يقرب من 37 عاما مضت وبالتحديد في 23/4/1394هـ صدر قرار مجلس الوزراء رقم 560 الخاص بإنشاء المجلس الأعلى لرعاية الشباب وتشكيل أعضائه وتم في نفس القرار تحويل الجهاز العام لرعاية الشباب إلى رئاسة عامة لرعاية الشباب وبميزانية مستقلة تتبع إداريا رئاسة المجلس الأعلى المشكل، ثم صدر عقب ذلك عدة قرارات منها قرار بإعادة تشكيل أعضاء المجلس الأعلى واعتماد الهيكل التنظيمي للرئاسة.
في 28/2/1424 صدر أمر ملكي ألغى المجلس الأعلى لرعاية الشباب ونقل مسؤولية الإشراف على الأنشطة الثقافية والأدبية والفنية إلى وزارة الثقافة والإعلام وما بين التشكيل والإلغاء حتى وقتنا الحاضر فقد استنفذ النشاط الرياضي، وخاصة نشاط كرة القدم النصيب الأوفر من جهود ونشاطات واهتمامات وميزانيات الرئاسة العامة لرعاية الشباب .
إن المجتمع السعودي يواجه وسيواجه مستقبلا مشكلات كانت وستظل مرتبطة ارتباطا وثيقا بشريحة الشباب من الجنسين فالرعاية الموجهة للشباب بمفهومها الواسع تتكون من منظومة رئيسية شمولية تعمل من خلال وسائط رعاية وتقويم وتقييم وتهذيب وصقل تمثل وسيلة الرياضة واحدة من وسائلها المختلفة من ثقافة وفنون وآداب وهوايات ومخيمات وموهوبين ونشاطات اجتماعية ودينية وتطوعية وغيرها، إننا وأمام الزيادة السكانية المتنامية وتكدسها في خمس مدن وتفريغ القرى والهجر وما عكسه ذلك من ضغوط على الخدمات وارتفاع نسبة البطالة بين شريحة الشباب وارتفاع نسبة الجريمة والإخلال بالتركيبة السكانية مقابل محدودية القدرات المالية والإدارية والتخطيط بالرئاسة العامة لرعاية الشباب وتشتيت أوجه ووسائط رعاية تلك الشريحة السكانية إلى وزارات وجهات حكومية أخرى قد أضر بلا شك بمستقبل المنظومة الشبابية بالسعودية.
إننا نعيش في هذه الأيام مع مجموعة من القرارات الجوهرية والمفصلية لتقييم وتقويم الهيكل الحكومي، ما يدفع إلى السطح وبشدة التساؤلات حول نصيب الشباب من تلك التغيرات التي من أهمها ضرورة تحديد الجهة المسؤولة عن وضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج الشبابية في السعودية التي تخص شريحة تفوق نسبتها 63 في المائة من سكان السعودية، لقد آن الأوان ونحن في ظل هذه العوامل أن يكون لشريحة الشباب صوت يمثله في مجلس الوزراء لينقل بصورة شمولية وفورية آماله وأحلامه ومشكلاته ويمنحه حظ المناقشة والمساهمة في اتخاذ القرارات والتي لا شك تمس دائما شؤونه ومستقبله، إن دولا كثيرة تقل عنا في إمكاناتها وكثافتها السكانية، بل وفي شريحتها السنية يمثل شبابها على المستوى القومي بها وزارة للشباب والرياضة.
إن إنشاء وزارة للشباب تشكل في وقتنا الحاضر مطلبا وطنيا واستراتيجيا، طالما كانت تلك الوزارة رائدة في هياكلها وأقسامها وكوادرها ونظمها وانفتاحها ومعايشتها للواقع ومدعومة من القيادة العليا، كما يجب أن نضع في نفس الوقت على طاولة البحث خيار إعادة رعاية النشاطات الثقافية والفنية والأدبية لتلك الوزارة وتشكيل مجلس أعلى للشباب يراعي عند تشكيله مشاركة قياديات القطاعات الحكومية المختلفة ذات العلاقة لضمان المشاركة والمساهمة في تفعيل دور تلك الوزارة إذا شاء الله لها أن ترى النور، والله المستعان.