بين صموئيل و زغلول..!

ولزغلول النجار موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت يعج بأطروحاته واللقاءات التلفزيونية والإذاعية والصحافية التي سبق أن أجرتها له وسائل الإعلام المختلفة, لكن ذلك كله لا يخلو من بعض الغرائب التي لاتنقصها المبالغة بشكل لايمكنني معه قبولها نظراً لتصادمها مع المنطق والواقع تصادماً سافراً ومنها قوله:
"لاحظ المراقبون أن الحيوانات الضارية لا تصطرع في الحرم المكي‏,‏ ولا يؤذي بعضها بعضا‏ًً,‏ بل تخالط من الحيوانات ما تعودت على افتراسه خارج الحرم المكي‏,‏ ولا تتعرض له فيه أبداً بأذى‏"!
حسناً.. نحن كمسلمين نعرف حدود الحرم جيداً وهي تمتد لأميال كثيرة انطلاقاً من المسجد الحرام في كل اتجاه وقد تم تحديدها وتوضيحها قديماً وحديثا بعلامات قائمة حتى اليوم تجعل جميع أحياء مكة المكرمة عدا بعض الأحياء البعيدة داخل حدود الحرم, ولو قررنا اليوم أن نطلق مجموعة من الأسود الجائعة في شوارع مكة لما نفعتنا ملاحظات المراقبين التي استند إليها الشيخ زغلول ولسالت الدماء إلى الركب.. هذا إن أبقت تلك الأسود على ركب!
إن طرحاً كهذا مع كامل احترامي للنجار ليس سوى إساءة للإسلام أكثر مما تنفعه, فنحن نؤمن بإعجاز القرآن الكريم إيماناً لا يتطلب إثباتات من هذا النوع الذي قد يجعلنا سخرية للآخرين في هذا الكوكب.
ولعل من الطريف ذكره هنا أن مواطناً مصرياً مسيحياً اسمه "صموئيل عشاي" قرر أخيراً بعد أن لاحظ الشهرة الكبيرة التي تحظى بها أطروحات زغلول النجار, أن يصدر كتاباً عنوانه "الإعجاز العلمي في الإنجيل" مما أثار الكثير من الجدل باعتبار أن عملية التنافس في اكتشاف الإعجازات العلمية في الكتب السماوية باتت ملعباً للصراع بين الأديان على يدي زغلول وصموئيل, بل إن الأخير لم يتورع عن محاولة الانتقاص من بحوث الأول وأطروحاته بشكل حاد في تصريحاته الصحافية التي اعتاد أن ينفي من خلالها أن يكون كتابه رداً على كتب وبرامج الدكتور زغلول النجار، مشيراً إلى أن ما يردده النجار لا يرقى إلى مستواه، لأن المعجزات التي يستند إليها أكبر بكثير!
طبعاً صموئيل رجل وجد ضالته في هذا الملعب الذي لا يفتقر إلى الجماهير العريضة والمتحمسة, خصوصاً إذا علمنا أن هناك صراعاً ساكناً وحذراً بين بعض متطرفي المسلمين ونظرائهم الأقباط في مصر, وهو صراع يرفع رأسه من تحت الرماد بين فينة وأخرى باعثاً الحقد والكراهية بين أتباع الأديان السماوية دون فائدة ترجى لأي الطرفين !
إن ما أخشاه حقاً أن يفكر صموئيل عشاي في الاستناد إلى بعض الأطروحات التي يطرحها النجار أحياناً وتتسم بكونها غير منطقية ومتصادمة مع الواقع لينتقص من الإسلام وإعجاز القرآن الكريم, وهذا ليس بمستبعد إن استمر النجار في خلط الإعجاز بالخيال والآمال!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي