كأنفاس الطفولة
يقول بابلو بيكاسو :" إن كلّ طفل هو فنان، المشكلة هي كيف يبقى كذلك عندما يكبر".
يمرّ الطفل منذ عامه الأول وحتى عامه الثاني عشر بمراحل تعكس ميوله الفنيّة المترافقة ونموه تسمى " فنون الطفولة".
يبدأ بالخربشة حتى يتمكن من إمساك أقلام التلوين والفرشاة بشكل جيد، وتظهر هذه الخربشات بهيئة خطوط ومنحنيات غير منتظمة تمتد أحيانا من الورقة إلى جسده ويعجبه معها ظهور مساحات لونية تختلط بملامحه!
مما يفسر كثيراً عبث الصغيرات بأدوات التجميل التي لا ترتبط عادة بتقليد والداتهن فحسب بل بالتعبير الفني لديهم.
في عمر الثالثة تظهر الرسوم شبه الرمزية بالربط بين الخربشة والأشكال الهندسية كالدوائر والمربعات التي تقارب الوجوه والأشياء حول الطفل.
في هذه المرحلة لا يهتمّ الأطفال بمثالية ما يرسمونه بقدر استمتاعهم بإخراج شكل على الورقة.
تتطور بعد ذلك مهارات الطفل بين عمر الخامسة والسادسة ليكوّن مجموعة من الرموز يرسمها بشكل متكرر يربط بينها وبين حصيلة مفرداته اللغوية، ومن هنا تأتي أهمية تعليم الكلمات المرافقة للصور.
وتتشكل قصة مصورة مقصودة من قبل الطفل إما من نسج خياله وإما كإعادة تصوير لقصص وصور كرتونية محببة.
في عمر التاسعة تصبح مادة الفنون ملازمة للطفل ومن هنا يشكّل المعلمون قوالب قد تحد من مخيلة الطفل في الرسم ، بعضهم يطالب بالرسوم المقاربة للواقع تماماً ويرفض أن يستمر الطفل في استخدام الرمزية.
والبعض الآخر يفرض عليهم مواضيع روتينية كرسم الأشجار والمناظر الطبيعية أو نسخ الأشكال الجامدة.
تعليم الفنون يحمل فائدة كبيرة للموهوبين ولكن يمكن استخدامه كمساعد لخيالهم لا قائداً له، كتعليمهم فن الاستفادة من المساحة واستخدام الألوان ودمجها والمدارس الفنية المختلفة فالواقعية حتماً لا تطابق السريالية.
وهكذا تتحقق الاستمرارية و المحافظة على الموهبة، فهي بحاجة لصقل وتدريب لينتج عنها مزيج من المهارة والإبداع الشخصيّ.