مختصون: الإعلام شريك في توجيه أسواق المال وتوعية المستثمرين
أكدت ورشة عمل حول دور الإعلام الاقتصادي وأسواق المال استضافتها الدوحة في السابع عشر من شباط (فبراير) الجاري، أن الإعلام شريك في خلق التكامل بين أسواق المال (البورصات) والمستثمرين في المنطقة، فهو من جهة يعزز الوعي الاستثماري لدى المتعاملين ومن جهة ينقل توجهات الهيئات المشرفة على الأسواق إلى عموم المتعاملين. وأكد ناصر أحمد الشيبي نائب الرئيس التنفيذي لهيئة قطر للأسواق المالية أمام الورشة التي عقدتها الهيئة بالتعاون مع اتحاد هيئات الأوراق المالية العربية، أن المنفعة بين أسواق المال والإعلام متبادلة وأن الهيئات المشرفة على أسواق المال مطالبة بتزويد الإعلام بالمعلومات في الوقت المناسب، في حين أن الإعلام مطالب بتوخي المصداقية والموضوعية في تناوله لقضايا أسواق المال.
وتحدث في الندوة الدكتور فوزي بهزاد، مستشار أسواق المال في هيئة الأوراق المالية والسلع، والذي أدار بورصة البحرين في فترة سابقة، حيث أكد أن الإعلام الاقتصادي في المنطقة يقع عليه مسؤولية كبيرة في الفترة الحالية، بالنظر إلى الطفرة الاقتصادية التي تعيشها المنطقة والتوسع في نطاق أسواق المال من جهة الفئة التي تهتم بها، ويعتقد بهزاد أن الإعلام الاقتصادي (المرئي والمقروء)، مطالب حاليا برفع درجة التحليل والعمق لمساعدة المتعاملين في سوق المال على اتخاذ قراراتهم. وختم الدكتور فوزي الحديث بالتساؤل: هل الإعلام موجه لصناع القرار والمتعاملين أم انعكاس لما يحدث على أراضي الواقع فقط؟
تحدث في الندوة أيضا سامي عبد اللطيف النصف، إعلامي كويتي، في ورقة حول الصحافة ودروها في نشر الوعي الاستثماري، كما ألقت نهى علي المحررة الاقتصادية في "سي. إن. بي. سي عربية" ورقة بعنوان "تفاعل الفضائيات الاقتصادية وأسواق المال العالمية". وقدم أيضا حاتم عندور، إعلامي من قناة الجزيرة، الذي أدار الندوة، ورقة بعنوان: مصادر المعلومات ومصداقيتها".
وقدم عبد الله الذبياني (مدير التحرير في "الاقتصادية") ورقة حول الصحافة الاقتصادية في المنطقة، معتبرا أن الصحافة الاقتصادية لم تعد صحافة للنخبة، بل هي إعلام عام، مستندا في ذلك إلى طغيان الحدث الاقتصادي على المواطن الخليجي، فضلا عن أن المنطقة تمثل مركزا اقتصاديا مهما في العالم فهي تنتج 15 في المائة من الاستهلاك العام النفطي يوميا، وهي تكتنز فرصا استثمارية عملاقة تسعى إلى اقتناصها الشركات والمؤسسات المالية حول العالم، وقبل ذلك فإن ثمة نموا في الوعي الاستثماري لدى الفرد الخليجي ينعكس في ارتفاع عدد المتعاملين في أسواق المال في جميع دول الخليج.
وأوضح الذبياني أن المنطقة تمر بطفرة اقتصادية وأن الاقتصاد بات هو المحرك وأن التركيبة السياسية وأنظمة الحكم في المنطقة لا تتيح بروز الصحافي السياسي ما يؤكد أن المستقبل سيكون للصحافي الاقتصادي المؤهل (إما دراسيا أو ذاتيا من خلال القراءات وحضور الندوات والفعاليات ذات العلاقة). وضمن محور خريطة الطريق، وضع الذبياني عدة حلول لتجاوز هذه المشكلة ومنها إحداث تغيير جذري في المفهوم الخاطئ لدى الصحافيين القدامى والجدد الذي يقوم على أساس أن الصحافي المهني يستطيع أن يتعامل مع جميع المواد الصحافية بغض النظر عن تخصصها، يجب أن يطرح مفهوم (الصحافي الاقتصادي) ويتفرع منه الصحافي المتخصص في سوق المال، والتأمين، والمصرفية الإسلامية، وغيرها. ويجب أيضا رفع درجة الأمان في المهنة لتشجيع المبادرة الفردية عند الصحافي، وذلك يتحقق من تحول المؤسسات الإعلامية إلى شركات مساهمة متداولة في سوق المال بحيث تكون ملاءتها المالية عالية. وأكد أنه يجب أن تتعاضد كل القنوات ذات العلاقة لتأهيل الصحافيين الحاليين مع ضرورة إناطة الأقسام الاقتصادية في الصحف الخليجية إلى الصحافيين، المتخصصين، إلى جانب تشجيع الابتعاث الداخلي والخارجي لتأهيل الصحافيين وكذلك توسع الصحف في إيفاد محرريها إلى المناسبات الاقتصادية والمالية التي تحدث خارج نطاقها الجغرافي للاستفادة والتفرد بمواضيع غير تلك التي تبثها وكالات الأنباء العالمية وإرسال صحافيين للعمل مؤقتا في الصحف الأجنبية المتخصصة.