مافيا الصورة
معاذ بن خالد المسلّم:
انظر وطبق .. إنها فلسفة الإعلام المعاصر حيث نجد هذه النظرية تتجلى من خلال الجرائم التي تحدث بين وقت وآخر ، إنها فلسفة الإعلام الغربي التي تعرض الصورة لمجرمين أحداث أو تنبش عن أحقاد بين مجموعة وأخرى ولكننا في هذا الوقت نرى أنها انتقلت إلى إعلامنا العربي الذي لم يصدق فبدأ ببث المسلسلات والأغاني والأفلام الكرتونية والإعلانات التي تبث صورا غير مباشرة لعدد من الأخلاق الساقطة والمعاني الهابطة ، وأقرب مثال ماحصل لبعض الذين أهدوا عقولهم لهذه القنوات فعلى أثر مسلسل واحد حدثت مشاكل اجتماعية ودينية ووطنية والمشكلة الأكبر أن هذا المسلسل الخبيث يعرض عبر قناة عربية ، وعندما ننتقل إلى زاوية أخرى للنظر تأثير هذه الشاشات على أبنائنا ففي تقرير مصري من منظمة اليونيسيف وجد أنه 97% من الناشئة يشاهدون التلفاز وأن 7% من هذه البرامج هي الموجهة للطفل ومعنى ذلك أنهم يشاهدون كماً كبيراً من مشاهد العنف ، وفي دراسة أخرى حول أحد القنوات التي تبث الأفلام وجد أن 30% منها تتناول موضوعات جنسية و 27% تعالج الجريمة ، و 15% تدور حول الحب بمعناه الشهواني وأن هذه الأفلام والبرامج تتضمن أيضاً عدداً من مشاهد العنف وتقدم الشخصيات الإجرامية على أنهم قدوات ، هذه الأرقام لمن يريد الأرقام ولدي عدد من الشواهد الاجتماعية التي رأيناها في وقت قريب مما انتشر في أحد المقاطع حيث يظهر طفلين أحدهما يربط نفسه بحبل والآخر يتحدث معه ومن ثم يمارس عملية الشنق مع زميله ، تقليداً لما عرضته الشاشات لشنق أحد الشخصيات ، هل نظن أن هذه الأحداث جاءت من فراغ ؟؟ فالحرب علينا بدأت منذ زمن فأسلحتهم هي (التلفاز ، ألعاب الفيديو ، الأفلام ، الإعلانات)ونجد تأثيرها على الكبير والصغير ، الرجل والمرأة ..
كيف نرجو التقدم والتطور ونحن نعيش في هذه الدوامة ؟
وفي حكمة جميلة تقول (إن الإعلام ببرامجه الهابطة يفسد مايبنيه المسجد في 1000 يوم )
صدق حكيمنا حينما قال هذه الكلمات فالطفل يجلس في المدرسة نصف يومه يتلقى المعلومات والمناهج التربوية وحينما يرجع إلى منزله يفتح (الدش ) وينظر في كل ماهب ودب ومهما كانت رقابة الوالدين فلن يستقيم الشخص مالم تكن هناك رقابة ذاتية من نفس الطفل أو الشاب فالوالد يدخل الدمار الشامل (الدش )إلى منزله ليرى الأخبار فقط ولكن لن يستطيع الأب أن يسيطر على ابنه إذا كان خارج البيت فسيبحث عن هذا الطبق في أي مكان.
الدراسات والتقارير في هذا الموضوع كثيرة ولكن أين الأفعال ، نجد أن بعض القنوات (العربية ) كل يوم تزيد من هذه البرامج التي تفسد مجتمعاتنا وديننا وأخلاقنا.
ختام مقالتي أقول (إن أردنا أن نصلح المجتمع فعلينا بإصلاح :التعليم و الإعلام ) وهذه رسالة إلى الأب الحاني:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته ) مسلم (1829)، أبو داود (2928)
أتمنى أن تجد مقالتي صداها وأن تتحرك الجيوش الإعلامية العربية لمحاربة مايقدمه الغرب والشرق لنا من برامج هابطة وأخلاقٍ هدامة ، وفقكم الله وإلى لقاء قريب.