"الزمهلاوية"

لو سألني سائل، أي شعوب العالم تفضل ؟ لأجبته فورا دون تردد أو تفكير قصير أو عميق "الشعب المصري"، وسأعلل إجابتي قبل أن أسمع أداة الاستفهام "لماذا؟، لإعجابي الشديد بـ "قاهرته" و "شرم شيخه" وبترابط أهله وتكاتفهم ضد كل من يحاول أن يتعدى على حدوده أو أن يحاول أن يمس فردا من أفراده..
وسأزيد في التفصيل قليلا حتى لو لم يطلب مني، فهذان الغريمان والتقليدان الأهلي والزمالك خير شاهد لما أقول أو أريد أن أصل إليه، فما يدور بينهما من تناحر وتراشق معلوم وليس بخاف علينا، ولكن الويل والثبور لمن يمس أحدهم فإنه سيجد من يردعه بيد من حديد ولسان سليط، ولا سيما عندما يكون في مهمة خارجية يمثل بلاده، فتشعر أن الألوان انصهرت في "الأحمر"، والكل يقف خلف المنافس بقلب واحد ينبض بـ "الزمهلاوية"..
أما في وسطنا، فقد بحت الأصوات وجفت الأقلام التي تنادي إلى وحدة الصف ، دون أن تجد مجيبا، فانزوت من غير حول لها ولا قوة إلى ركن قصي من أركان وطننا الحبيب ترمق بحسرة وقهر ما يدور فيه بعد أن تعدى حدود المنطق والعقل، ولا سيما أن الأخضر ضاع بين الألوان الأربعة، فهذان لونان متحدان ضد لون ثالث يصارعهما بلا هوادة أو توقف, مستمدا قوته من قوة سلطته الرابعة، مسببا لهما صداعا عنيفا وأرقا طويلا، وذلك رابع يبحث عن ذاته بين المتنازعين، يصارع هذا، ويتحرش بذاك، ويميل قليلا ولكن بحذر إلى الثالث..
من هنأ، قد أقول ولا يسمع قولي، وقد أنادي ولا يسمع ندائي، ولكن لن أنزوي مع من أنزوى ما دام هناك دم "أخضر" يمدني بالقوة ويدفعني إلى الأمام كلما ركنت أو خارت قواي، ولا سيما أن المنتخب السعودي يخوض غمار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، فالذي سأقوله نداء قصيرا، وتجربة سأطلب تطبيقها مؤقتا، إن نرضينا به استمررنا عليها، وإن لم نرض بها فسنعود إلى تناحرنا وتراشقنا ما دامت الأقلام ستستل من أغمدتها، والأحبار ستندلق من محابرها، والصفحات ستفتح أحضانها لكل سائل أو جاف وكل يراع عابث، يطارد هذا ويلا حق هذاك، دون النظر في شارة القيادة ومن سيتولاها ياسر القحطاني أم محمد نور، فالأخضر في مهمة خارجية ويحتاج إلى وقفة صادقة لمدة أسبوع فقط، بعد أن كشف اتحادنا القاري الهرم عن وجهه القبيح ببيان ملفق صدره رئيسه الذي تمسكن حتى تمكن، وجاهر بالعداء لنا أخيرا بعد أن أطربنا بالكلام المعسول أعواما طويلة، مخفيا ما يكنه في صدره، وآن الأوان لتصفية الحسابات وعرقلة المسيرة الخضراء التي رفعت هامة القارة الصفراء في المحافل الخارجية، فغاظته، وحاول زرع العراقيل بما يملكه من سلطان نفوذ على كل سندي وهندي، فهل نحن واعون بما يفعله أم سادرون في غينا، لاهون فيما بيننا وبصفقة مانسو وعيسى المحياني وميثاق الشرف الذي خرق كما ندعي، مع أنه دعا إلى توحيد الصفوف وفق الشريعة الإسلامية السمحة ونبذ التناحر فيما بيننا، ولم يتعرض إلى لوائح الاحتراف أو بنودها أو مزايدات الأندية فيما بينها، فهل نرى "اتحاد الأهلاوية، و"نصر الهلالية" ولو مؤقتا؟، مجرد حلم أتمنى أن يتحقق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي